فهد المرواني يكتب: تهميش مسؤولية التربية!
تغريده:
يا معشر المربين استووا اعتدلوا رصوا الصفوف فو الله إن المسؤولية أصبحت على عاتقكم أكبر في هذا الزمن.
كان في السابق لا يتصدر المجتمع بالتعبير عن رأي الغالبية منهم إلا قدواتهم من العلماء، والأدباء ونخبة المثقفين من الأكاديميين، والإعلاميين عبر الوسائل الإعلامية المتاحة في ذلك الزمن وهي الصحف الورقية، والقنوات التلفزيونية فنعكس ذلك انعكاساً إجابياً على المجتمع بالتمسك بالدين، والمحافظة على عادتهم وتقاليدهم فأصبح له هويته الخاصة التي تميزه عن غيره من المجتمعات وهي أصل قوة أي مجتمع فحينها يصعب عليه اختراقه.
أما في هذا الزمن الذي أصبحت وزارة الإعلام في شتَّ وسائلها المرئيه، والسمعيه، والمكتوبه بين يدي الجميع من علماء المجتمع، وعامتهم، وحتى جاهلهم فباستطاعة أي شخص أن يعبر عن رأيه بوسيلته التي يملكها مهما كان رأيه فهو حر فيه مالم يخالف الشرع أو قوانين الدولة.
رضي الله عن عمر بن الخطاب حينما قال: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟
حرية التعبير حرية بناء لا هدم، وهي التي جاء بها الإسلام، ولكن هنالك مع الأسف من أسأ فهم الحرية فلا تكاد تر في أرئه إلا الطعن في ثوابت الدين، وفي خاصرة الوطن فهي آراء هدم في هدم، وهذا هو جاهلهم الذي أتيحت له منصه يعبر من خلالها عن مايريد كيف شاء، ومتى شاء، وللأسف الشديد تجد من يتأثر بهم وينشر آراءهم ويربي أبناؤه على ذلك.
لم يخلق الله عقلك ليفكر عنك الاخرون، ولست ملزماً أن توافقهم الرأي فعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقول: أَلَا لا يقلِّدنَّ أحدكم دينه رجلًا، إن آمن: آمن، وإن كفر: كفر ؛ وإن كنتم لا بدَّ مقتدين، فاقتدوا بالميِّت؛ فإنَّ الحيَّ لا يُؤمن عليه الفتنة.
إن من يستبصر بالجيل القادم يجد أن الجهل فيهم بدأ ينتشر، وأنهم يفتقدون للقدوات حتى أصبح فيه فجوة علمية، وأخلاقية بين جيلين قريبين فتنصدم منها سواءً الجهل بالدين أو الأخلاق أو حتى الاهتمامات الأخرى، ولعل من أسباب حدوث مثل هذه المشكلة تقبل مثل هذه الآراء السلبية.
فيا معشر المربين لا يوجد الآن وظيفة تحتاجه الأمه مثل هذه في ظل انتشار أفكار هؤلاء الجهله لأنه لم تعد التربية محصوره على الأب في منزله، والمعلم في مدرسته بل أصبحت هذه الأفكار لها تأثيرها على النشء الصاعد.