التعليم: مو شغلكم (1-2)
د.شملان يوسف العيسى
اننا لا نبالغ عندما نؤكد بأن أحد الاسباب الرئيسية لتخلف وتردي الأوضاع في البلد في جميع المستويات هو قضية الانتخابات واعضاء مجلس الأمة – فتدخل النواب بكل صغيرة وكبيرة في قضايا البلد كارثة خاصة في القضايا التي تحتاج الى متخصصين مثل قضايا الاقتصاد والتنمية والتعليم بشكل خاص.
نواب مجلس الأمة قد تم انتخابهم لتشريع القوانين ومراقبة الحكومة لكن ضعف الحكومة وانعدام رؤيتها التنموية الشاملة وحاجتها لشراء ذمم بعض النواب لكي يصوتوا معها جعلها تغض النظر وتتساهل وتتمادى في سياسة ارضاء النواب على الرغم من أن مقترحات النواب معظمها كارثية في تدمير التعليم فمقترحات النواب غريبة عجيبة كلها تصب في مصالحهم الانتخابية حتى يعاد انتخابهم مرة تلو الأخرى لأنهم يحاولون تلبية مطالب ناخبيهم حتى وان كانت تؤدي الى انهيار اسس التعليم الحديث مما يدفع الى تخلف البلد واستمراره الى الأبد في الاعتماد على العمالة الأجنبية لعدم كفاءة ابنائه.
قبل عدة اشهر تحدث النائب احمد مطيع العازمي عن أزمة القبول في الجامعة والتطبيقي وربط سياسة القبول بتشرد ابناء الكويت بكافة الدول وطالب الحكومة بتوظيف ابناء الكويت من حملة شهادة الدكتوراة في كافة المجالات وهو ينتظر قرار جريء من الحكومة للمساهمة في سد العجز ومعالجة ازمة القبول الجامعي.
الآن النائب عودة الرويعي رئيس اللجنة التعليمية البرلمانية شارك في الاعتصام ضد اعتماد «الوزن النسبي» الذي قام به طلاب الثانوية امام مجلس الأمة احتجاجاً على الآلية المتبعة في وزارة التربية باحتساب الدرجات بطريقة الوزن النسبي.
لم يشرح النائب المحترم ولا الطلبة المتظاهرون ما المقصود بالمساواة في المواد وهي أن عدد الحصص للمواد يختلف باختلاف نوعية المادة وثقلها لذلك لا يصح المساواة بين جميع المواد بالنسبة وعلى هذا الاساس تم اعتماد الوزن النسبي حيث تضرب درجة الطالب لكل مادة بعدد الحصص لهذه المادة ثم تقسم على 35 (وهو مجموع الحصص الكلية في الاسبوع) وهذه هي النسبة الحقيقية التي تبين مستوى الطالب الصحيح وليست النسبة المئوية.
الطلبة لا يريدون هذه النسبة لانها تخفض من نسبة تفوقهم اقولها بكل صراحة وتجرد أن نسب النجاح ودرجات الطلبة في الثانوية العامة ليست حقيقية.. بل تم رفعها لاعتبارات كثيرة.. اهمها المحاباة والواسطة والمحسوبية والأهم من كل ذلك شراء الامتحانات، من تجربتي الطويلة والعملية في تدريس طلبة الثانوية العامة، المقبولين في الجامعة بنسب مرتفعة تفوق %75 – %90 بعض هؤلاء الطلبة ولا نقول كلهم مستواهم الأكاديمي ضعيف فهم لا يجيدون القراءة بالعربية ولا اللغة الأجنبية وثقافتهم العامة متدنية جداً فنادراً ما تجد طالباً أو طالبة في الجامعة يقرأ الصحف اليومية او يستمع الى هيئة الاذاعة البريطانية B.B.C وهم طلاب في قسم العلوم السياسية… وللموضوع بقية.
