وقف الهدر في ميزانية وزارة التربية بغرض تحسين التعليم
وقف الهدر في ميزانية وزارة التربية بغرض تحسين التعليم يتطلب الإستثمار الحقيقي في الجانب المعنوي من خلال التركيز على المنافسة بين المدارس.
أبناؤنا هم الثروة الحقيقية الباقية للكويت لذلك يجب الإستثمار بشكل صحيح ومناسب في تعليمهم. جميعنا يعلم بأن نظام التعليم في الكويت يعاني من مشاكل كثيرة والدلائل متعددة ومن أشدها وضوحا (١) التناقض بين نسبة المدخلات ونسبة المخرجات في مرحلتي التعليم الإبتدائي والتعليم الثانوي مما يعكس مستوى نظام التعليم ومخرجاته، (٢) السلوك الغير مقبول والمنتشر بين أفراد المجتمع المحرض للفوضى والخروج عن الأشكال والنماذج المقبولة والمتعارف عليها مجتمعيا وقانونيا في الكويت. لذلك يجب على الحكومة متمثلة بوزارة التربية أن تبدأ بعملية الإصلاح من داخل المؤسسات التعليمية، المدارس الحكومية، لتحقيق نتائج تنعكس على أفراد المجتمع بشكل خاص وعلى الدولة بشكل عام.
تطوير المؤسسات التعليمية بشكل واسع وعميق مكلف جدا من الناحية المادية، بل أنه سيرهق الميزانية العامة للدولة، خصوصا إذا تطلب الأمر وجود إصلاحات وإضافات من وسائل مادية وتكنولوجية، لأنه بكل بساطة التعليم مستمر ومتجدد. وعلى العكس من ذلك، إذا تم التركيز على الجانب المعنوي بإستخدام مسابقات تنافسية بين المدارس تتضمن التحفيز والتشجيع والمكافأة كعناصر محفزه للأعمال المطلوبة التي أثبتت نجاحها وفاعليتها في المدارس. إن التركيز على هذا الجانب المعنوي له أثر واضح على جودة التعليم وتميز مهارة وأداء العاملين في المدارس وبالتالي سيوقف الهدر في الميزانية وزارة التربية أو أقلها الميزانية الموضوعة لتطوير التعليم في الكويت.
تحديداً، في هذه المقالة، أقدم مقترح للمسئولين في وزارة التربية تتمثل في طرح وإجراء “مسابقة الكويت الوطنية لتحسين التعليم في المدارس الحكومية” والذي أتمنى أن يؤخذ بعين الإعتبار لأن أهداف هذه المسابقة ستتحقق بشكل سريع وسهل. من ضمن هذه الأهداف التي أرى إمكانية تحقيقها وتأثيرها المباشر على التعليم ومخرجاته: (١) إجراء تغييرات إصلاحية ذاتيا من المدارس نفسها على المدى القريب، (٢) رفع مستوى التعليم العام الحكومي مما ينعكس على مخرجات التعليم وبالتالي على الدولة على المدى البعيد، (٣) خلق بيئة المنافسة بين جميع المدراس في التعليم العام الحكومية مما يترتب عليه استمرارية العمل وإيجاد الطرق والحلول لتحسين التعليم في المدارس، (٤) مشاركة جميع العاملين في المدارس من هيئة تدريسية وإدارية وكذلك الطلبة على العمل وفق شروط محددة توضع من أجل هذا الغرض والتي تضمن وجود العمل الجماعي الإصلاحي المؤسسي للتنافس من أجل التميز في عملية تحسين التعليم في المدارس.
ولهذا الأسباب أرى من الضروري أن تتوافر عدة معايير في هذا النوع من المسابقات التي تشترط العمل على: (١) تحفيز الطلبة على التعلم والتفوق العلمي، (٢) زيادة نسبة تحقيق الأهداف التعليمية على مستوى المدرسة خصوصا في المواد الأساسية كالرياضيات والعلوم واللغة العربية، (٣) زيادة نسبة التحسين لمخرجات التعلم بالنسبة لأداء المعلمين سنويا، (٤) زيادة نسبة التحسين في حضور الطلبة، (٥) زيادة نسبة التحسين في حضور الهيئة التدريسية، (٦) كفاءة الإدارة المدرسية، (٧) حل المشكلات بإسلوب يعتمد على طرق البحث الاجرائي، (٨) الإستفادة من إستراتيجيات إدارة وقت التعليم، (٩) إستخدام وتوظيف التكنولوجيا في التعليم، (١٠) الإبتكار في الأساليب والوسائل التعليمية المواكبة لأحدث الطرق لتعليم القرن الواحد والعشرون.
ختاما، طرق مكافأة المدارس ليس بالضروري تكون مالية بقدر ما تكون جوائز معنوية يتم الإعلان عن نتائج هذه المسابقة في إحدى فعاليات وزارة التربية. كما أنه من الممكن استخدام هذه المسابقة ونتائجها السنوية في وضع “نظام تصنيف المدارس في الكويت” بحيث تحصل كل مدرسة على رتبة تحدد ترتيب المدرسة مقارنة مع المدارس الأخرى ضمن المرحلة التعليمية. هذا الترتيب ضمن نظام تصنيف المدارس برأيي يجب أن يتكون من أربعة مستويات لكل مرحلة من المراحل التعليمية (رياض الأطفال، إبتدائي، متوسط، الثانوي)، والذي من خلاله تعطى الجوائز للمدارس في المستوى الأول فقط. وهنا، المستوى الأول وهو “أفضل المدارس” حيث يشمل أفضل عشرة مدارس لكل مرحلة تعليمية وتبدأ من الرقم واحد (كأفضل مدرسة) إلى العدد عشرة (١-١٠). أما المستوى الثاني فيكون “في مستوى الإتقان” ويتم ترتيبها من العدد ١١-٥٠ بحيث يتدرج ترتيب المدارس. وأما المستوى الثالث فيكون للمدارس “الكفاءة” بحيث يتم ترتيبها من العدد ٥١-١٠٠ مدرسة. أما المستوى الرابع والأخير فيتكون من باقي المدارس التي تصنف “بأقل كفاءة” حيث يتم ترتيبها من العدد ١٠١-إلى المدرسة الأخيرة في قائمة المدارس في كل مرحلة تعليمية.
والله من وراء القصد.
د/ زيد الشمري
