كتاب أكاديميا
متى نتحضر ونصير أوادم؟
قضيت فترة الاجازة الطويلة لعيد الاضحى المبارك في الشاليهات في بنيدر متصوراً بأنني سوف أقضي اجازة ممتعة بممارسة السباحة والمشي في الصحراء لكنني كنت مخطئا في عدم السفر للدول المجاورة مثل غيري من الطيور المهاجرة للبلدان الخليجية أو العربية.
ما عكر المزاج وقلب الراحة الى شقاء هو تصرفات المواطنين غير الحضارية وغير المسؤولة تجاه البيئة البحرية والصحراوية.
مياه البحر جميلة ونظيفة لكن المواطنين المتخلفين يلقون الزجاجات البلاستيكية وقناني المشروبات من كولا وبيبسي وسفن أب وغيرها في البحر أو على الشاطئ ولا يكلفون انفسهم عناء جمع القمامة والفضلات في اكياس أو حلويات الزبالة المعدة لذلك.. رياضة المشي على البحر التي اعشقها حرمنا منها لأن كل مواطن لديه شاليه على البحر يتفنن في ايذاء البشر في خلق الله ببناء مسنة تنزيل القوارب وكلها غير مرخصة ومخالفة للقوانين هذه المسنات تؤثر على البيئة البحرية والانسياب الطبيعي للرمال والاكثر من ذلك تمنعنا نحن عشاق المشي من ممارسة رياضتنا المفضلة لأنها رفيعة وتدخل الى البحر ومطلوب منا انتظار الجزر حتى يحق لنا المشي.. في كل دول العالم التي عشت فيها لم اجد مسنات خاصة تعيق مشي البشر، لذلك تحرص هذه الدول على توفير البدائل وهي اماكن مخصصة للقوارب (مارينا) لهواة الصيد والنزهة البحرية.
تحول الجو الى البرودة النسبية يشجع الجميع للمشي في الصحراء، لذلك احرص على الاستيقاظ مبكرا الساعة الخامسة والنصف لممارسة المشي في الصحراء.. لكن فرحتي لم تكتمل اذ وجدت امامي رتلا من السيارات رباعية، العجلات (جيبات) حديثة يقودها شباب صغار مراهقون وكل سيارة يوجد فيها السائق وصياد الطيور المهاجرة يحمل بندقية صيد كبيرة يطلق النار فيها على كل شيء متحرك في السماء أو الارض.. لا نعرف اذا كان هؤلاء الشباب المستهترين يعي اهمية الطيور للبيئة.. فهذه الطيور المهاجرة القادمة من اوروبا الباردة انتقالا للاجواء الدافئة في آسيا جميلة ومسالمة ومفيدة للانسان لأنها تتغذى على الديدان والحشرات في المزارع. ماذا يستفيد الشباب الكويتي من قتلها خصوصا وانه لا يأكلها لأنها صغيرة يمزقها الرصاص.. كنت في الولايات المتحدة للعلاج في الصيف وقضيت شهرا في ولاية نيومكسيكو مدينة سانتافي حيث تدرس ابنتي، يحرص المواطنون الامريكيون في هذه الولاية على بناء بيوتهم على الطريقة الطينية القديمة ويرفضون تبليط الشوارع وهذه المدينة المحافظة على البيئة لذلك استمتع في ممارسة المشي صباحا لأن الطيور تغرد والارانب البرية تتراكض في كل مكان وفي الليل تخرج الثعالب والكيوتي (حيوان قريب على الثعالب) يبحثون عن فضلات الطعام وصيد الارانب وغيرها وهي سنة الحياة.. لكن لا أحد يجرء على ايذاء أي حيوان أو طير لأن الشعب الامريكي متحضر يرفض ايذاء الحيوانات.
المشي في صحراء بنيدر عَذاب وشقاء لأن المتخلفين من المواطنين يلقون مخلفات المباني والبيوت من طابوق وكونكريت وزبالة وخشب في الصحراء لأن الرقابة معدومة.
اعتداء المواطنين غير المتحضرين وأوساخهم وصل الى درجة إلقاء الزبالة في الصحراء والادهى من ذلك شاهدت سيارات وانيت صغيرة فيها عمالة آسيوية تقتلع المزروعات الصحراوية من عروقها.. لتغذية مواشي وحيوانات المواطن الذي لا يكترث ولا يهتم بأن تصرفه هذا يودي الى انتشار ظاهرة التصحر في بلدنا.
واخيرا نرى بأن سبب تخلف بلدنا لا يعود الى الحكومة واعضاء مجلس الامة فقط بل يعود تخلفنا الى تخلف الشعب الكويتي وعدم رقيه وتحضره.. فمن لا يحترم البيئة الجميلة الصحراوية فيها والبحرية فهو حتما لا يخدم الانسان ولا يحق له ان يدعي بأنه يعيش في دولة من المفترض ان يحترم فيها الجميع القانون.
المهم الاجازة طارت ولم نتمتع بها لأن المناظر المقززة التي عايشتها ازعجتني.. حتى وناستي في قراءة الرسائل والافلام والصور عبر وسائل الاتصال الاجتماعي تعكرت بسبب رؤية الازدحام في مطار الكويت وصور مسلخ البلدية وهم يذبحون الحيوانات في اول ايام العيد وصورة الدماء والاوساخ في مسلخ البلدية يؤكد بأن الشعب المتخلف وغير الحضاري تحكمه حكومة مثله، رحم الله نوري السعيد باشا رئيس وزراء العراق السابق حين قال «هيجي شعب هيجي حكومة» عندما تم انتقاده عن تردي الاوضاع في العراق في الثلاثينيات والاربعينيات من القرن الماضي.
ما عكر المزاج وقلب الراحة الى شقاء هو تصرفات المواطنين غير الحضارية وغير المسؤولة تجاه البيئة البحرية والصحراوية.
مياه البحر جميلة ونظيفة لكن المواطنين المتخلفين يلقون الزجاجات البلاستيكية وقناني المشروبات من كولا وبيبسي وسفن أب وغيرها في البحر أو على الشاطئ ولا يكلفون انفسهم عناء جمع القمامة والفضلات في اكياس أو حلويات الزبالة المعدة لذلك.. رياضة المشي على البحر التي اعشقها حرمنا منها لأن كل مواطن لديه شاليه على البحر يتفنن في ايذاء البشر في خلق الله ببناء مسنة تنزيل القوارب وكلها غير مرخصة ومخالفة للقوانين هذه المسنات تؤثر على البيئة البحرية والانسياب الطبيعي للرمال والاكثر من ذلك تمنعنا نحن عشاق المشي من ممارسة رياضتنا المفضلة لأنها رفيعة وتدخل الى البحر ومطلوب منا انتظار الجزر حتى يحق لنا المشي.. في كل دول العالم التي عشت فيها لم اجد مسنات خاصة تعيق مشي البشر، لذلك تحرص هذه الدول على توفير البدائل وهي اماكن مخصصة للقوارب (مارينا) لهواة الصيد والنزهة البحرية.
تحول الجو الى البرودة النسبية يشجع الجميع للمشي في الصحراء، لذلك احرص على الاستيقاظ مبكرا الساعة الخامسة والنصف لممارسة المشي في الصحراء.. لكن فرحتي لم تكتمل اذ وجدت امامي رتلا من السيارات رباعية، العجلات (جيبات) حديثة يقودها شباب صغار مراهقون وكل سيارة يوجد فيها السائق وصياد الطيور المهاجرة يحمل بندقية صيد كبيرة يطلق النار فيها على كل شيء متحرك في السماء أو الارض.. لا نعرف اذا كان هؤلاء الشباب المستهترين يعي اهمية الطيور للبيئة.. فهذه الطيور المهاجرة القادمة من اوروبا الباردة انتقالا للاجواء الدافئة في آسيا جميلة ومسالمة ومفيدة للانسان لأنها تتغذى على الديدان والحشرات في المزارع. ماذا يستفيد الشباب الكويتي من قتلها خصوصا وانه لا يأكلها لأنها صغيرة يمزقها الرصاص.. كنت في الولايات المتحدة للعلاج في الصيف وقضيت شهرا في ولاية نيومكسيكو مدينة سانتافي حيث تدرس ابنتي، يحرص المواطنون الامريكيون في هذه الولاية على بناء بيوتهم على الطريقة الطينية القديمة ويرفضون تبليط الشوارع وهذه المدينة المحافظة على البيئة لذلك استمتع في ممارسة المشي صباحا لأن الطيور تغرد والارانب البرية تتراكض في كل مكان وفي الليل تخرج الثعالب والكيوتي (حيوان قريب على الثعالب) يبحثون عن فضلات الطعام وصيد الارانب وغيرها وهي سنة الحياة.. لكن لا أحد يجرء على ايذاء أي حيوان أو طير لأن الشعب الامريكي متحضر يرفض ايذاء الحيوانات.
المشي في صحراء بنيدر عَذاب وشقاء لأن المتخلفين من المواطنين يلقون مخلفات المباني والبيوت من طابوق وكونكريت وزبالة وخشب في الصحراء لأن الرقابة معدومة.
اعتداء المواطنين غير المتحضرين وأوساخهم وصل الى درجة إلقاء الزبالة في الصحراء والادهى من ذلك شاهدت سيارات وانيت صغيرة فيها عمالة آسيوية تقتلع المزروعات الصحراوية من عروقها.. لتغذية مواشي وحيوانات المواطن الذي لا يكترث ولا يهتم بأن تصرفه هذا يودي الى انتشار ظاهرة التصحر في بلدنا.
واخيرا نرى بأن سبب تخلف بلدنا لا يعود الى الحكومة واعضاء مجلس الامة فقط بل يعود تخلفنا الى تخلف الشعب الكويتي وعدم رقيه وتحضره.. فمن لا يحترم البيئة الجميلة الصحراوية فيها والبحرية فهو حتما لا يخدم الانسان ولا يحق له ان يدعي بأنه يعيش في دولة من المفترض ان يحترم فيها الجميع القانون.
المهم الاجازة طارت ولم نتمتع بها لأن المناظر المقززة التي عايشتها ازعجتني.. حتى وناستي في قراءة الرسائل والافلام والصور عبر وسائل الاتصال الاجتماعي تعكرت بسبب رؤية الازدحام في مطار الكويت وصور مسلخ البلدية وهم يذبحون الحيوانات في اول ايام العيد وصورة الدماء والاوساخ في مسلخ البلدية يؤكد بأن الشعب المتخلف وغير الحضاري تحكمه حكومة مثله، رحم الله نوري السعيد باشا رئيس وزراء العراق السابق حين قال «هيجي شعب هيجي حكومة» عندما تم انتقاده عن تردي الاوضاع في العراق في الثلاثينيات والاربعينيات من القرن الماضي.
د. شملان العيسى
الوطن
