كتاب أكاديميا

إلى دار البقاء ياصديقتي | كتبت: ساره السبيعي

أقبل شهر رمضان وأصبح الناس يتباركون بهذا الشهر الفضيل الذين هم منتظرينه بكل لهفة وسرور، قدومه بث الطمأنينة والسكينة عند الناس وأصبحوا اليوم مجتمعين فيه على طاعة الرحمن مؤدين به فريضة الصيام، ومتفقين به على صلة الأرحام بين الأهل والأقرباء، وكانت الأعين تدمع سعادة لرؤية ولقاء الأحبة، إلا أنا عشت في تلك اللحظة أسيرة لذكرى ظلت ماضٍ أليم، أمتلكني شعور بالفقد وإحساس حزين مع من أسرى عقلي بأيامه الفائتة (تلك الأيام الجميلة برفقة فقيدتي )”صديقتي”.
فرمضان بالنسبة لي شهر مخيف لأنه زف في ماضيه خبر لوفاة من كان ولا زال أغلى الأصدقاء والأحبة، فرمضان ربط معه قصتي التعيسة عند تلقيني وفاة صديقتي (مي)، وقتها توقف العمر والأيام الجميلة في تلك اللحظة وكأن في رحيلها ذهب كل شيء زاهر بحياتي، فغروبها كسى قلبي سواد دامس، لازال غيابها تارك فراغ في قلبي الصابر، وكأن لم يستطع أن يغطي ذلك الفراغ أي عابر ولا يستطع يمحوا غيابها الفاجع، فأصبحتُ أحن وأشتاق لتلك الصديقة الوفية، فأوفي لها بدعائي، وإن زارني طيفها أدمعت العيون شوق لرؤيتها وظل العقل الباطني يثبت لي وجودها بهذه الدنيا، فعندما أود أن أبوح لها عن مكنون ضج قلبي، صرت في ليل أسود أشكو في الظلمات حزني، وأبكي 

فأسكن في الظلماء كي أتخيل وجودها 

فيتنفس القلب عن جروح قديمة وبعدها أتهيأ صوتها الناعم الذي يداعبه خيالي وأعيش في هذه اللحظة حلم، ولكن في عز استيقاظي 

أهرب من حزني لها لعالم الأوهام والخيالات كي أجبر انكسار ذاتي، فهكذا أصبحت حياتي بعد غيابها. 

(مي )

كيف أكتب لكِ عن حبي وشوقي لكي؟

وكيف أنا صبرت حول كامل في غيابك؟ 

وإلى متى يافقيدتي أتخيل وجودك في حياتي؟وإلى متى أنكر أنا وفاتك في حياتي؟ 
رحمة الله تشملك يا أغلى مافقدته في حياتي 

(مي العتيبي )

أنتي أجمل ما في الماضي ويا أتعب شعور في حاضري ويا غصة ألم تجاهلت تفسيرها.

بعيداً عن الفصحى فهناك أكتب وأبوح ما أهوى:
غاب الرفيق إلي لا زال في داخلي حي

ودع سنين الصبا وأقبل على خلاقه

هو اللي سكن وسط الثرى والقلب باغيه

أحن له وأشتاقله في كل يوم بحياتي 

ذاك المرحوم اللي لازلت أنا باغيه ووافيه

بقلم الطالبة: ساره السبيعي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock