كتاب أكاديميا

أ.خالدة الرشيدي تكتب: خصائص مدرب الطلبة الموهوبين

 

    يتفق كثير من المربين والباحثين على أن المدرب و المعلم هو المفتاح الرئيس لنجاح العملية التربوية في أي برنامج تربوي سواء أكان الطلبة عاديين أم معوقين أم موهوبين لأن المدرب هو الذي يهيئ المناخ الذي يقوّي ثقة المتدرب بنفسه أو يدمّرها، يقوّي روح الإبداع أو يقتلها، يثير التفكير الناقد أو يحبطه، ويفتح المجال للتحصيل والإنجاز أو يغلقه. وتضمّ الخصائص العامة المتفق عليها ما يلي:

 1.  قدرة عقلية فوق المتوسط 

    الذكاء هو أحد أهم السمات الأساسية التي يجب توافرها لدى المدرب الموهوب. واعتبر بعض الباحثين نسبة ذكاء فوق المتوسط شرطاً ضرورياً من شروط النجاح في مهنة التعليم. وفي دراسة بيشوب المشهورة كان متوسط ذكاء المعلمين الناجحين الذين حددهم الطلبة الذين شاركوا في دراسته128 درجة على مقياس وكسلر للذكاء.

2. معرفة متعمقة متطورة في مجال التخصص

  الخبرة والتعمق في موضوع التخصص الذي يدرسّه المعلم شرط أساسي لنجاحه في التعليم. وتمثّل الدرجة الجامعية الأولى في موضوع التخصص الحد الأدنى برأي عدد من الباحثين والخبراء بوجه عام . ومعنى ذلك أن يكون المعلم طالباً جاداً ومقتدراً من الناحية العلمية في مجال تخصصه. ويرتبط بهذه السمة ضرورة أن يُظهر المعلم تعطّشه الدائم للتعلّم والمعرفة.

3. الشجاعة الأدبية في قوللا أعرف 

 يجب أن يكون معلم الطلبة الموهوبين صادقاً وأميناً مع نفسه ومع طلبته. ولا يعيبه أبداً أن يقوللا أعرف الإجـابة! دعونا نبحث عنها معاً “. إن التعليم ينطوي على مواجهة مواقف كثيرة يكتشف المعلم فيها جهله. وما لم يكن مستعداً للاعتراف بذلك فإنه ينمّي اتجاها سلبياً لدى طلبته مفاده أن الجهل بأي شيء ضعف ومصدر للخجل، ولذلك ينبغي إخفاؤه حتى لو تطلب ذلك الادعاء بالمعرفة أو إعطاء إجابات خاطئة.

4. الإحساس القوي بالأمن الشخصي 

  إن مهنة التعليم ليست من المهن التي يمكن أن يؤديها بنجاح أشخاص لا يشعرون بالأمن أو أشخاص ضعفاء الشخصية. حيث إن المعلم ضعيف الشخصية سيجد نفسه في معظم الأحيان في مواجهة خط النيران أكثر من غيره من المعلمين الذي يتمتعون بقدر كبير من الثقة بالنفس والشعور بالقيمة الشخصية. ولذلك لن يستطيع الصمود في هذا الجو الضاغط سوى الأشخاص الذين لديهم مخزون كاف من الإمكانات النفسية الشخصية.

  5. تقبّل الغرابة والأصالة والتنوع 

  يستجيب بعض الطلبة لأسئلة وتعيينات معلميهم بطرائق لا يتوقعها المعلمون ولكنها قد تكون في الصميم ويعتبر تشجيع وتعزيز التفكير المتشعب لدى الطلبة أحد الأهداف في التعليم الذي يهدف إلى تنمية الإبداع، وبالتالي فمن الواجب على المعلمين أن يكونوا منفتحين ومستعدين لتقبل كافة الأفكار التي يعرضها الطلبة.

6. حسن التنظيم والاستعداد المسبق 

  لا يقصد بالتنظيم الجيد والاستعداد المسبق الجمود أو الإعداد المصطنع لوصفه جاهزة للتناول. وببساطة يجب أن يكون المعلم قادراً على تنظيم غرفة الصف وتنظيم قدر من المعرفة والأنشطة الملائمة لمستوى الطلبة ووقت الحصة وتوصيلها للطلبة. ومهما كان شكل الصف فمن الضروري أن يكون الطلبة على وعي تام بأن الأشياء منظمة، وأن المعلم مستعد لدرسه، وأن هناك هدفاً واضحاً لكل ما يمارس في الصف.

7. التأهيل التربوي والتدريب العملي 

   يعتقد كثير من الباحثين أن تعليم الموهوبين ليس إلاّ نوعاً من التربية الخاصة التي تشمل كافة الفئات المتطرفة حول المتوسط، وحتى يمكن تلبية احتياجات الطلبة الموهوبين كفئة خاصة لا بّد أن تكون البرامج التربوية المصممة لهم مختلفة عن البرامج التربوية للعاديين .

 

 أ.خالدة خلف الرشيدي

معهد التمريضقسم المواد الثقافية

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock