حودة التعليم في الكويت | د.عادل الإبراهيم
تعتبر ميزانية التعليم العام والتعليم الجامعي بالكويت عالية جدا مقارنة بالمؤسسات الحكومية الأخرى إيمانا من الدولة بأهمية التعليم في بناء الدولة وتأسيس قيادات المستقبل المتسلحة بالثقافة والخبرة والقدرات الأكاديمية العالية ولا تخلو التصريحات الرسمية من جودة التعليم، ولكن واقع المؤشرات العالمية يعطي مؤشرات سلبية لجودة التعليم في دولتنا، للأسف أول هذه المؤشرات المتعلقة بأفضل الجامعات العربية الذي أصدرته مؤسسة تايمز هاير ايديوكيشن البريطانية المتخصصة في تصنيف الجامعات العالمية والذي أشارت فيه إلى أفضل 15 جامعة عربية تلك القائمة خلت من جامعة الكويت دون أن نسمع أو نقرأ تصريحا لمسؤول حول هذا المؤشر وكأن الأمر لا يعنيهم في شيء.والمؤشر الآخر الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس لعام ٢٠١٥/٢٠١٦ الذي صدر مؤخرا يتعلق بجودة التعليم في 140 دولة وفقا لمؤشر التنافسية بحيث يحتسب الترتيب عن جمع البيانات العامة والخاصة من حيث الابتكار والتعليم الأساسي والجامعي والتدريب وحجم السوق وغيرها من المؤشرات، حيث جاءت فيه كل من دولة قطر والبحرين والإمارات في مراكز متقدمة جنبا إلى جنب مع الدول المتقدمة إذا لم تتفوق على العديد منها، وأيضا خلت هذه القائمة الطويلة من وجود الكويت كما لم نسمع أي تصريح لوزير التربية حول هذا المؤشر! ألا يستحق التعليم في دولتنا التحقيق لماذا وصلنا إلى هذا الترتيب؟
ألم يحرك هذان المؤشران أي مسؤول جامعي أو وزير التربية للرد وتفنيد ما جاء بهما؟ ألا يحق لنا أن نتساءل أين استراتيجيات التعليم التي وضعت منذ عقود لتطوير التعليم؟ أين الميزانيات الضخمة وأين ذهبت؟ هل وصل المستوى التعليمي وجودته لدينا إلى هذه الدرجة المتدنية بل وخارج القائمة؟ ألا يجدر بنا على الفور- وعلى الأقل- القيام بدراسة فورية للأسباب التي أدت إلى هذا التقييم العالمي لجامعتنا الحكومية الوحيدة والتي من المفترض أن تكون في مصاف الجامعات في الدول المتقدمة لما تحصل عليه من دعم غير محدود من الحكومة والنتيجة للأسف خارج أفضل ١٥ جامعة في العالم العربي؟ تساؤلات كثيره تتطلب الإجابة عليها ولنا الحق في تلقيها في اسرع وقت من المسؤولين المعنيين وعلى رأسهم وزير التربية.
المصدر: الأنباء