د. حليمة الفيلكاوي تكتب: ما بين الاهتمام والدلع في التربية
إن الاهتمام الإيجابي هو الاهتمام بالسلوك الحسن للأبناء، فعندما نرى الابناء يقومون بعمل ما؛ كترتيب غرفهم، أو الحصول على درجات عالية في الامتحان، فتشجيعهم والثناء عليهم هنا يصبحان اهتماماً إيجابياً.
إن التشجيع يعطي أبناءنا المدح، ويكسبهم الثقة بالنفس، ومن الخطأ التربوي التقليل من الثناء على ما يقوم به الطفل من سلوك حسن.
ولا نعني بذلك الاستمرار في مدح الأبناء دائمًا هكذا؛ بل لابد للآباء والأمهات أن يكونوا حذرين من الزيادة في المدح والثناء؛ فالمدح السليم له ضوابط وشروط منها:
1. الثناء على السلوك وليس على الطفل.
2. عدم المبالغة في تقديم الثناء، بل يكون حسبما يتفق مع الموقف.
3. يجب ذكر السبب من الثناء حتى يرتكز في ذهن الابن.
فعلى الآباء والأمهات أن يتعودوا الثناء والمدح على أبنائهم، لكن دون مبالغة أو إسراف؛ ويجب أن يكون هذا الثناء والاهتمام والتشجيع بعد عمل نافع قام به الابن، فحين يقوم الآباء والأمهات بمدح الابن وتشجيعه بصفات المدح والثناء دون أن يكون قد أنجز شيئًا بالفعل، فإن هذا المدح والثناء لا يؤديان إلى تحسن في تصرفاته؛ بل على العكس تمامًا، ربما أصابه هذا المدح والثناء بالغرور والخمول والكسل.
ولا نغفل هنا أهمية اللَّعب في تربية الأبناء، فعن طريق الأنشطة التي يقوم بها الأبناء فإنهم يحاولون تجريب قدراتهم، وذلك هو ما يمنحهم مزيداً من القدرات والخبرات الحياتيّة، والتغلّب على الصّعوبات التي قد تُواجههم في حياتهم، حيث إنّ بعض الآباء والأمهات يُبالغون في منع أبنائهم من اللّعب خوفاً عليهم، في حين يُؤثّر ذلك سلباً في إدراكهم وتعلُّمهم، إذ من أهمّ وسائل التّعليم هو التعلُّم عن طريق اللّعب، وباللّعب تنمو قدرات ومعارف الأبناء، وبها تتفتح مداركهم. كما تجب ملاحظة المواهب والقدرات عند الأبناء، والاهتمام بجوانب الإبداع لديهم، ورعايتها وتنميتها، فإن ذلك بلا شك سيكون له أثر إيجابي في سلوك الأبناء.
فيا أيها الأمهات والآباء رفقاً بالأبناء، دعوهم يخوضون معارك الحياة بجرأة وقوة وإقدام.. لا خذلان واتكال وإحجام.
د. حليمة إبراهيم الفيلكاوي
القبس