هندسة موارد المياه
يعد الماء أحد أبرز النعم التي انعم الله عز وجل بها علينا وذلك لكونه أساس الحياة حيث يشكل المساحة الأكبر من الكرة الأرضية والتي تقدر بنسبة ٧١% من المساحة الإجمالية ممثلة بالمحيطات والبحار والانهار والمياه الجوفية في باطن الأرض. وتكمن أهمية الماء كونه العنصر الأساسي لحياة البشرية الا ان استخداماته في مجالات الزراعة والصناعة والطاقة لا تقل اهميه، الا ان زيادة الطلب على المياه في تلك المجالات قد تؤدي الى انخفاض كبير في امدادات المياه المتجددة مما يجعل الامر ملحا لإيجاد الخطط والدراسات التي تضمن استدامة ذلك العنصر والاستفادة منه وذلك من خلال دراسة الأنظمة الخاصة بالموارد المائية والمتمثلة في هندسة موارد المياه التي تعنى بتحليل وتصميم الأنظمة التي تتحكم في الجودة و الوقت وتوزيع المياه لتلبية احتياج سكان المناطق والبيئة المحيطة. والذي يتطلب فهم أهمية المياه بالنسبة لمتغيرات الأنظمة البيئية وسلوك الأنظمة الهندسية، ومصير ونقل الملوثات التي يحتوي عليها الماء.
وبصرف النظر عن الجانب الهندسي والبيئي لأنظمة موارد المياه، الا ان جدواها القانونية والاقتصادية والتمويلية والسياسية والاجتماعية يجب ان تؤخذ بعين الاعتبار في تطوير العملية في النظام الهندسي للموارد المائية غير ان نجاح العملية تلك الانظمة عادة ما يعتمد على تحيل غير هندسي (على سبيل المثال، تحليل اقتصادي واجتماعي) كما في تصميم هندسة الصوت. ومن الامثلة على أنظمة موارد المياه التي تشتمل على مصادر المياه المحلية والصناعية، معالجة مياه المجاري، الزراعة، تجميع المياه، التحكم في الفيضان، التحكم في الملوحة، التحكم في الرواسب، تخفيف الملوثات وأنظمة توليد الطاقة الكهرومائية.
ولكون المياه في الأرض موجودة في اليابسة، المحيطات والغلاف الجوي. فان النواة العلمية لهندسة موارد المياه هي الهيدرولوجيا، التي تتعامل مع وجود، توزيع، حركة وخصائص الماء في الأرض.
لذا فإن علماء هندسة المياه معنيين بالمقام الأول بالمياه على الأرض والغلاف الجوي، بداً من ترسبها بالغلاف الجوي وهطول الامطار والثلوج الى تدفقها في المحيطات وتبخرها بالغلاف الجوي. ويمكن تصنيف مجالات الخبرة الفنية الأساسية لهندسة موارد المياه في الفئات الأربع التالية:
1- الهيدرولوجيا الجوفية.
2- المياه السطحية ودراسات المناخ.
3- دراسات التآكل والترسيب، الجي ومورفولوجيا.
4- تحليل النظم المائية والسياسة والاقتصاد المائي.
الهيدرولوجيا الجوفية تعنى بوجود وحركة المياه تحت سطح الأرض، بينما تعنى المياه السطحية ودراسات المناخ بوجود وحركة المياه فوق سطح الأرض، دراسات التآكل والترسيب تتعامل مع تأثير انتقال الرواسب في التضاريس، وتحليل النظم وسياسات واقتصاد المياه معني بالقيود السياسية، الاقتصادية والبيئية في تصميم وتشغيل أنظمة الموارد المائية.
فإن الممارسات الحديثة في هندسة موارد المياه تحفز الممارسين ان يكونوا مؤهلين تقنيا في فهم كل من العمليات الفيزيائية التي تتحكم في حركة المياه والعمليات الكيميائية والبيولوجية التي تؤثر على جودة المياه وذلك لتمكينهم من تصميم أنظمة موارد مائية متطورة تخدم المستفيدين من المياه في البيئة المعنية مع ضمان استدامة ذلك العنصر الحيوي والضروري.
ولكون دولة الكويت تفتقر للموارد الطبيعية للمياه بات لزاما على الجهات المعنية ان تسعى لإنشاء مراكز متخصصة لابحاث وهندسة الموارد المائية ودعم تلك المراكز بأحدث الوسائل والطرق العلمية التي تساعد في تطوير المنظومة المائية في البلاد.
المهندس/ نايف خالد المطيري
قسم إنشاء المباني
معهد التدريب الإنشائي