كتاب أكاديميا

شافي الحجيلان يكتب :الدلالة في علم اللغة

الدلالة في علم اللغة

قال ابن فارس : ” الدال واللام أصلان أحدهما إبانة الشيء بأمارة نتعلمها ،والآخر اضطراب في الشيء فالأول قولهم دللت فلانا على الطريق ” ” قال ابن الأعرابي : ودُل فلان إذا هُدي “” ولاسم الدلالة بكسر الدال وفتحـها “وذكر ابن منظور:أن الفتح أعلى قال:” والدليل ما يستدل به والدَّلِيل: الدَّالُّ. وقد دَلَّه على الطريق يَدُلُّه دَلالة ودِلالة ودُلولة، والفتح أَعلى, وأَنشد أَبو عبيد:

إِنِّي امْرؤ بالطُّرْق ذو دَلالات”

نخرج من هذا العرض المعجمي بأمور :

أولها: أن معنى الدلالة لغة الهداية، والإرشاد.

ثانيها : أن مطلق الإرشاد هو المراد ، دون تخصيص بلغة ، أو إشارة ، أو حدث.

ثالثها : جاءت الكلمة في الاستعمال القرآني بنفس المعنى قال تعالى :”فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته..”. سورة سبا أية 14

 

مصطلح الدلالة بما تعارف عليه أهل الميزان ، والأصول ، والعربية ، والمناظرة قائلا :”الدلالة بالفتح الشيء بحالة يلزم من العلم به العلم بشيء أخر، والشيء الأول يسمى دالا والشيء الأخر يسمى مدلولا، والمراد بالشيئين معا ما يعم اللفظ وغيره”وما خرج الاصطلاح عند المحدثين عما حده القدماء كثيرا ، فيعرف عادل فخوري دلالة اللفظ ” بأن يكون إذا ارتسم في الخيال مسموع اسم ،ارتسم في النفس معنى، فتعرف النفس أن هذا المسموع لهذا المفهوم ، فكلما أورده الحس على النفس التفت إلى معناه ” وعلى ضوء كلا التعريفين نستطيع أن نعرف المقصود بهذه المصطلحات: (الدال –المدلول –

 

وضربٌ آخرُ أنتَ لا تصِلُ منه إِلى الغرضِ بدلالة اللفظِ وحدَه، ولكنْ يدلُّكَ اللفظُ على معناه الذي يَقْتضيه موضوعُهُ في اللغُّة، ثُمَّ تَجدُ لذلك المعنى دَلالةً ثانيةٌ تَصِلُ بها إلى الغَرَض. ومَدارُ هذا الأمر على “الكناية” و”الاستعارة” و”التمثيل”،….. أوَ لا تَرى أنكَ إذا قلْتَ: “هو كثيرُ رمادِ القِدْر”، أو قلتَ: “طويلُ النجادِ ..فإنَّكَ في جميعِ ذلك لا تُفيدُ غرضَك الذي تعني من مجرد اللفظ، ولكن ليدل اللفظُ على معناه الذي يُوجِبُهُ ظاهرهُ، ثم يَعْقِلُ السامعُ من ذلك المعنى، على سبيلِ الاستدلالِ، معنًى ثانياً هو غَرَضُك، كمعرفتِكَ مِنْ “كثيرِ رمادِ القدرِ” أنه مضيافٌ، ومن “طويلِ النِّجاد” أنه طويلُ القامة، ….وكذا إِذا قال: “رأيتُ أسداً”، ودلَّكَ الحالُ على أنه لم يُرِدِ السبعَ، علمتَ أنه أرادَ التشبيهَ، إِلا أنَّه بالغَ فجعلَ الذي رآه بحيث لا يتميِّزُ عن الأسد في شجاعته.

 

أ. شافي محمد الحجيلان

المعهد العالي للخدمات الادارية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock