كتاب أكاديميا

د. زيد الشمري | الدمج وفقا للمارسات المثبتة علميا يختلف عن التقليدية الممارسة في نظامنا التعليمي.

  

عزيزي القارئ، يجب أن نتفق على نقطة أساسية أن الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة شريحة مهمة في مجتمعنا الصغير. عالميا، جميع الدول أصبحت تهتم بتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة والدليل على ذلك سن التشريعات القانونية التي تحرص على تطبيق المساواة بينهم وبين الآخرين العاديين في أنظمة التعليم العام، بالإضافة إلى ظهور العديد من التحركات المجتمعية الايجابية الداعمة لإقرار المساواة تجاه الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في شتى المجالات.
عموما في هذه المقالة المختصرة سأتطرق إلى التوجهات الحديثة في الدمج للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في مدارس التعليم العام العادية، وذلك لتحقيق هدف رئيسي وهو تصحيح الخلل أو القصور في تنفيذ الدمج في مدارس التعليم العام العادية. إن هناك توجهات عديدة حول التنفيذ الناجح للدمج، أهمها تلك التي نوقشت في الدراسات العلمية حديثا خصوصا تلك التي توصي بإعطاء فرص تعليمية للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة مساوية لفرص تعليم زملائهم الطلبة العاديين في أنظمة التعليم العام. تتلخص نتائج معظم هذه الدراسات العلمية حول الدمج في التوصيات التالية:

أولا، الحرص على تنفيذ الدمج في المدارس العادية بشكل ناجح لكي يتم تعليم الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة مع الطلبة العاديين لكي يكون ترجمة فعلية للقانون الدولي الذي ينادي بالمساواة تعليميا واجتماعيا ما بين الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والآخرين العاديين، حتى لا يكون عدم تنفيذ الدمج بشكل سليم وناجح في نظام التعليم تعديا على القانون الدولي. كما أن الدمج ليس المقصود منه المكان بل خدمات تعليمية تقدم للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة للحصول على فرص تعليمية تنمي من قدراتهم ومهاراتهم مساواة بالآخرين ممن يستطيع إكتسابها خلال التعليم العادي.

ثانيا تقديم الخدمات التعليمية الرئيسية والمساعدة للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في نفس المدرسة العادية التي يتعلم بها الطلبة العاديين، وذلك لإتاحة الفرصة لجميع الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة للحصول على نفس المستوى من المعلومات والمهارات التي تقدم للطلبة العاديين في مدارس التعليم العام.

ثالثا، إختيار وتعيين معلمين ذو خبرة وتخصص في تدريس ذوي الاحتياجات الخاصة، خصوصا ممن تم إعدادهم بشكل جيد وفقا للمهارات والقدرات العامة التي تمكنهم من تدريس الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة دون أية قيود تتعلق بالتصنيف لفئات هؤلاء الطلبة، حيث أن هذه التصنيفات حسب الفئات تميزهم سلبيا عن باقي الطلبة العاديين بنفس المدرسة العادية.
أخيرا، سأقدم بعض التوصيات ولكن على شكل أسئلة لعل وعسى القيادات التربوية تقوم بالإجابة عليها وذلك لمساعدتهم في إصلاح الخلل أو القصور في الدمج للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العادية. التوصيات القائمة على الأسئلة هي:

(١) ما هو نوع الدمج المستخدم في مدارسنا العادية؟ وللتوضيح بهدف الإصلاح سأحدد السؤال: أهو دمج عام، دمج جزئي، أو دمج كلي. هل لدى الوزارة علم بنتائج الدراسات حول الدمج عن أفضل نموذج للدمج الذي يحقق الزيادة في تحسن تعلم الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة وتحصيلهم الدراسي؟

(٢) ما هي الخدمات التعليمية الرئيسية والمساعدة التي تقدم للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في مدارس الدمج؟

(٣) ما هي الفئات الخاصة التي تدمج من منظور علمي ومن حيث التوجه العالمي؟

(٤) ما هي نسبة التهرب الدراسي لدى الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في مدارس الدمج؟

(٥) ما هو مستوى الأداء لدى الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في كل منهج ومرحلة تعليمية بمدارس الدمج؟

(٦) هل تحقق الدمج من الهدف الرئيسي وهو تحقيق المساواة التعليمية والإجتماعية؟

(٧) هل يتم تعليم الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة باستخدام التدريس المكثف والواضح لكي تلبي احتياجاتهم التعلمية؟ هل تم تدريب المعلمين في صفوف الدمج على هذه الأساليب والاستراتيجيات بشكل مهني إحترافي يساعدهم في تطوير المهارات للمواد الدراسية؟

(٨) هل هناك تعاون ما بين المعلمين العاديين والمتخصصين في تدريس الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة لإنجاح الدمج وزيادة مستوى التحصيل الدراسي لهؤلاء الطلبة؟

(٨) هل هناك تطبيق للبرامج التربوية الفردية في مدارس الدمج؟ من يصممها ومن ينفذها وأين تقدم للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في مدارس الدمج؟

(٩) هل هناك فريق يعمل على تنفيذ الدمج بشكل ناجح في كل مدرسة من مدارس التعليم العام؟
د/ زيد الشمري

كلية التربية – جامعة الكويت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock