د. جنان الحربي لـ «أكاديميا»: «التعليم عن بُعد» لن يكون مجرد إجراء استثنائي.. بغض النظر عن بعض الإشكاليات التقنية
- عدم وجود قرارات قانونية تُنظّم «التعليم عن بُعد» ستؤدي لرفع دعوى ضد أي دكتور
- من أولوياتي نجاح العملية التعليمية وتحقيق مصلحة الطلبة، فأي أمر يضر بهما أنا ضده
- أعداد تفوق 100 طالب في أغلب المقررات وتحتاج إلى قرار تنظيمي من التطبيقي
- من إيجابيات «التعليم عن بُعد» المحاضرة مُسجّلة ويمكن للطلبة إعادتها والإستفادة منها
- جهّزتُ نفسي ومتمكنة من استخدام منصة التعليم عن بُعد ومستعدة للتدريس ولا أجد أي صعوبة
- السرقات العلمية مُشكِلة أرّقت الكثير من الأساتذة المُقبلين على استخدام منصة التعليم عن بُعد
أكاديميا / التعليم التطبيقي – خاص
أكدت خبيرة علم الحشرات والأستاذة المساعدة في قسم العلوم بكلية التربية الأساسية في «التطبيقي» د . جنان الحربي أنَّ ترددها في التسجيل عبر منصات التعليم عن بُعد في بداية الأمر كان بسبب الكثير من التعليقات السلبية التي كانت تصل إليها من قبل البعض ممن يخوضون تجربة التعليم عن بُعد، ولكنها تراجعت عن موقفها نتيجة للحالة التي تمر بها البلاد من انتشار فيروس كوونا في البلاد، وتزايد أعداد المُصابين وضرورة استمرار التعليم مع الوضع بعين الاعتبار اتخاذ الاجراءات والإلتزام بالاشتراطات الصحية، ويجب ألاتتوقف العملية التعليمية لذلك أصبح التعليم عن بُعد هو الخيارالأنسب في الوقت الراهن .
وقالت الحربي في لقاء مع «أكاديميا» من ناحيتي وجدتُ أنَّ الدورات مفيدة وسهلة وجميعها تطوّر من مهارات الأستاذ لتمكينه من إدارة الفصل الدراسي عن بُعد.. وغير ذلك أنَّ الإلتحاق في الدورات التدريبية أصبح إلزامي للجميع.
وأكدت أنَّ نجاح استيراتيجيات المنصات التعليمية عن بُعد تتطلب تضافر كل الجهود سواء من الطالب أو أستاذ المادة، مشيرة إلى دور اتحاد الطلبة واللجان التدريبية المصغّرة التي وضعتها الكلية في تحفيز الطالب وتشجيعه على أهمية المشاركة واجتياز هذه الدورات لمصلحته بالتأكيد.
وأشارت إلى وجود تفاوت كبير في الآراء بين أعضاء هيئة التدريس وكذلك الطلبة فمنهم لايؤيد التعليم الإلكتروني والبعض الآخر يدعمه بشدة. شخصيّاً من أهم أولوياتي نجاح العملية التعليمية وتحقيق مصلحة الطلبة، فأي أمر يضر بهما أنا ضده .
وبيّنت أنَّ مُعارضي التعليم الإلكتروني أوصلوا إليها وجهات نظر متعددة، فالبعض منهم يتبع المدرسة القديمة في التدريس ولا يجيد استخدام التقنيات والبرامج التعليمية الحديثة. وهناك من يلمّح أنَّ هناك تيار معين يدعم التعليم عن بُعد وهم ضد هذا التيار. ومجموعة كبيرة تجد أن التعليم عن بُعد يحتاج إلى جهد ذهني وتواصل مستمر مع الطلبة وهم يفضلون التقليدي المقتصر على «قدّم محاضرتك وارجع البيت».
وقالت الحربي: ولا ننسى الطلبة، فمن خلال تصويت أجراه الكثير من أعضاء هيئة التدريس لطلبتهم، أعرب البعض أنهم لايحبّذون التعليم عن بُعد ويفضلون التقليدي وللأسف منهم لايعرف كيفية استخدام المنصة التعليمية ويجدونها صعبة.
وعن أبرز التحديات التي سيواجه أستاذ المادة في هذا الجانب من التعليم، قالت الحربي إنَّ الغش أبرز هذه التحديات، موضّحة أنَّ الغش موجود في النظام التقليدي ولكن نسبته ستزيد بالتأكيد في التدريس الإلكتروني، ومن المعجزات السيطرة عليه تماماً ويُعتبر الغش من أكثر المشكلات التي تعاني منها الجامعات المتبنية للتعليم الإلكتروني.
وأعتقد بإمكاننا الحد من مشكلة الغش من خلال خيارات كثيرة مثل استحداث طرق تقييم جديدة وتعديل توزيع الدرجات بحيث لا تكون النسبة الأكبر على الفاينل. ومن الحلول المناسبة أيضاً استخدام الإختبارات القصيرة الأسبوعية أو الشفهية أوعمل الواجبات والأبحاث القصيرة.
وأشارت إلى وجود مشكلة أخرى وهي أنّه لا توجد قرارات أو إجراءات قانونية تنظم عملية التقييم للتعليم عن بُعد. فبأمكان أي طالب أنْ يرفع دعوى ضد أي دكتور لأنَّ درجته لم تعجبه ويحاسبه إذا لم يتبع آلية التقييم التقليدي الحالية. وهذه مشكله كبيرة لابد أنْ تجد لها حل إدارة التطبيقي وتضع لنا قرارات خاصة في التعليم الإلكتروني، بالإضافة إلى أنَّ طريقة تقييم الطلبة في المقررات التطبيقية والمهنية والفنية ستكون صعبة. وبرأيي تنظيم عملية التقييم بطريقة مدروسة مع اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة ستفي بالغرض.
كما أنَّ مشكلة أعداد الطلبة التي تفوق 100 طالب في أغلب المقررات. وهذا أيضاً يحتاج إلى قرار تنظيمي من إدارة التطبيقي.. وللعلم، هذه المشكلة ستكون نعمة على الطالب لأنّه سيصبح قادراً على التركيز والدراسة بشكل أفضل في الوقت المناسب لأنَّ المحاضرة ستكون مسجّلة.
وقالت الحربي إنَّ المعضلة الكبرى ستكون في سوء استخدام قانون الجرائم الإلكترونية من قبل الطالب ولا نستثني كذلك بعض الإساتذة. ناهيك عن إمكانية التصوير أوالتسجيل الصوتي والتلاعب بهما وكل هذا سيدخلنا في مساومات ومشاكل نحن في غنى عنها.
مشكلة السرقات الأدبية
وأشارت الحربي إلى مشكلة في غاية الأهمية وهي السرقات العلمية قائلة: مشكلة حقيقية أرّقت الكثير من زملائي المقبلين على استخدام منصة التعليم عن بُعد. مخاوف كثيرة أعرب عنها زملائي بهذا الشأن وبعضهم لا يرغب بالتدريس عن بُعد خوفاً من سرقة تعبهم وحصيلتهم العلمية. هل بإمكان السرقة أنْ تحدث أعتقد نعم ولا يمكن أن نمنعها.
واختتمت الحربي قائلة: جهّزت نفسي ومتمكنة من استخدام منصة التعليم عن بُعد ومستعدة للتدريس ولا أجد أي صعوبة..وأضافت نحن الآن نخوض مراحل تجريبية لمنصة التعليم عن بُعد وننتظر قرار وزير التربية والتعليم العالي القادم في 15يوليو .
وأرى مبدئياً أن التعليم الإلكتروني كإدارة للفصل الدراسي سينجح بغض النظر عن بعض الإشكاليات التقنية ولن يكون مجرد إجراء استثنائي.
وأضافت الآن جاء دور إدارة الهيئة لسن قوانين تنظم عملية التعليم عن بُعد وطرق التقييم الخاصة به. وكذلك نحن بحاجة إلى قرارات تنظّم استخدام الطالب للمنصة التعليمية وتعاقب سوء استخدامها بفرض عقوبات أو خيارات تأديبية فبدون هذه القرارات لن نستخدم منصة التعليم عن بُعد.