مقال: التعلم ما بعد فيروس كورونا / بقلم د. موفق المومني
من ما لا شك فيه أن فيروس كورونا قد لعب دوراً محوريا في التعلم في كافة انحاء العالم وأخرج تجربة التعلم عن بعد الى حيز التنفيذ الاجباري في المدارس والجامعات في معظم الدول التي كانت لا تحبذ هذه التجربة . وفي ظل هذه الجائحة التي تجتاح العالم اصبح التعلم عن بعد والفصول الافترضية هي الملاذ الوحيد لأصحاب القرار وراسموا الخطط التعليمية في هذا الوقت الحرج الذي يمر به العالم أجمع . ويعتبر التعلم عن بعد ليس بالتجربة الجديده فهناك الكثير من الجامعات والمدارس التي تطبق نظام التعلم عن بعد منذ سنوات طويلة وقد اثبت نجاح في الكثير من مجالات التعلم الجامعي والمدرسي ومن أهم الاسئلة التي يمكن طرحها بعد انتهى هذا الفيروس:
1 – هل التعلم عن بعد اسلوب ناجح يحقق الأهداف المرجوة من العملية التعليمية ؟
مما لا شك فيه ان أسلوب التعلم عن بعد هو أسلوب متطور يعتمد على إدارة المعرفة والمشاركة الفعاله للدارسين فهو نظام تعليمي متكامل ومنتشر في كل انحاء العام قبل جائحة كورونا ولكنة يعتمد بشكل اساسي على توفر المنظومة الالكترونية والأداوات التعليمية التي تساعد المدرس والطالب على تحقيق الاهداف من العملية التعليمية وفق للخطط الموضوعه لذلك . ووضع ادوات التقييم التي من شأنها ضبط عملية التعلم عن بعد والتحقق من الوصول للاهداف المرجوة .
2 – هل سيؤثر فيروس كورونا على اختيار الطلبة للتخصصات مستقبلاً ؟
بعد تاثر الكثير من القطاعات في مختلف انحاء العام من فيروس كورونا اصبحت الانظار تتجة الى مجالات لم تكن ذات أهمية في الماضي , وتغيرت نظرة المجتمعات الى الكثير من التخصصات والقطاعات مثل القطاع السياحي وقطاع خدمات الطعام والشراب الذي كان يستقطب معظم الدارسين حول العالم وقطاع التسويق والمبيعات ايضاً بعد توقع الكثير من الخبراء أن مصير هذه القطاعات سيكون مجهولاً ومعرضاً لتغيرات كثيرة قد تكون نحو الاسواء بعد فيروس كورونا . وبعد تغير فكر المستهلكين في ظل هذه الجائحة .
ومن أبرز التخصصات التي يتوقع الكثير توجة الطلبه لدراستها والتي سيحتاجها العالم بعد تخطي هذا الفيروس ان شاء الله : هندسة الذكاء الأصناعي وهندسة البرمجيات والتخصصات المتعلقة بلإدارة اللوجستية , والتخصصات الطبية بمختلف انواعها ومن اهمها التخصصات المتعلقة بالاوبئه والجينات الوراثية ,وتخصصات التعلم الالكتروني وصناعة المحتوى العلمي وعلم تحليل البيانات .
ومن هنا يمكن البدء في عمل دراسات التعلم ماقبل وبعد فيروس كورونا من عدة جوانب تساعد صانعوا القرار على رسم الخطط المستقبلية للتعلم . ونسال الله ان يرفع عنا البلاء والوباء انه سميع مجيب .
بقلم/
د. موفق المومني