نوال البحيري تكتب: بناء العقل .. عن بعد

يجب أن نتعلم من هذه الأزمة الوبائية أن لدينا ثغرة في الخطط الاستراتيجية للتعليم الحكومي ومدى معالجة هذه الخطط للتغير العقلي الإنساني للطلبة على مدى مراحل سنوية مستمرة في التطور العالمي والتقارب بين الأفراد عن طريق القنوات المختلفة للتواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت حتى بات العقل يتطور بجهة تختلف عن تطور المناهج والسياسة المنضبطة للتعامل مع الطلبة ، حتى باتت المعرفة والبحث بين أيدي الطلاب وفي جيوبهم، ففي ضغطة زر واحدة يجلب من المعلومات القدر الذي يحتاجه، ومازلنا نحتاج أن ندرس كيفية قيامنا بتدريسهم عن بعد، ومدى جدوى هذه الفكرة، ونحتاج أن نعلم وكأننا لا نعلم أنهم يحسنون التعامل عن بعد، المشكلة ليست في الطلبة ولكن المشكلة الحقيقية في عدم ثقة بعض المسؤولين فيهم وعدم تمكنهم من معرفة استخدام التكنولوجيا الحديثة واستصعاب الأمر لمجرد التفكير أو لنكن منصفين قليلا لربما كان السبب أيضا في عدم ظلم الطلبة الذين لا يجيدون التفاعل مع هذه التكنولوجيا، لكن أتوقع أنهم قلة وفقط نحتاج تعليهم كيفية الاستخدام فهم أكثر انطلاقا منا نحو العوالم الافتراضية ، فلنثق قليلا بأبنائنا فهذا زمانهم التكنولوجي، خففوا الحقائب على عاتقهم وأنشئوا الرزم التعليمية وقنوات الدراسة عن بعد أو على الأقل إجعلوها جزء من التعليم الذي بات يتقادم وأحيانا يكون بطئ التفاعل مع الحضارة التي يعيشها الأبناء، إن بناء العقل يحتاج المواصلة في التعليم وهم يتعلمون في كل وقت أيضا ما دامت الأجهزة الذكية بأيديهم ويطوفون من خلال برامجها المتعددة على دول خارج نطاق مجتمعاتهم وكل حسب ما يريد أن يستمتع به من خبرات حتى أن هناك الكثير منهم تخصصوا بهوايات وصناعات ودراسات معينة ، هم أذكى منا ، ثقوا بهم وتعاملوا معهم بحرفية تليق بحضارتهم .

نوال البحيري
[email protected]