كتاب أكاديميا

“عبدالرحمن الرشيد البدر…. بثوبٍ أبيض مبتسم” كتب : محمد الكندري

  
هو الخميس الثاني من ابريل لعام ٢٠١٥

هو الخميس صدمة صباحٍ لم تكن بالحسبان
التاسعة والنصف صباحا اتصال هاتفي من أحد زملائي 

 شفت الحادث الي كاتبين عنه بتويتر؟

لا توني قاعد شصاير، سيارة عبدالرحمن البدر هذي

هو شعور ربكة قد لا تتأقلم معه هو احساس حزين تتمنى ان يكون كذبة ابريل لكنها متاخرة هو الم لا تستطيع المسكنات إسكاته
دقيقة خلني اشوف خلك معاي

اي والله نفس سيارته بس ان شاء الله لا مو اهو خلني أتأكد 
لبست ملابسي ما ادري وين ازوح بالضبط مريت مستشفى مبارك قالولي ماكو شي

رحت الاميري وهنا الكارثة الامر

ما ان وصلت حتى ذهبت الى قسم الإستعلامات حتى سالت عن الحادث واسمه لكن المفاجاة أصبحت اثنين بان من كان واقفا بجانبي ابن خالته فقال لي ” عبدالرحمن توفى ”
صدى هذه الكلمة لا زال عالقا وكأنها بالامس، ما المفترض ان افعل هل أعزيه ام هو من يعزيني ؟

هل ابكي ام أتمالك نفسي

هل ارحل ام أتأكد من ان الخبر يقينٌ

اتصالات كثيرة اجيب عليها ام انتظر وصولي الى الجامعة ؟

خرجت مسرعا ارتجي الجامعة تحتويني

ما ان خرجت حتى وجدت احد أصدقائي متواجداً 

شصار عبدالرحمن وينه ؟

مات ام توفى ام انتقل الى رحمة ام عظم الله أجرك

كلمات كلها تشير الى معنى واحد لكن اي واحدة منها تستطيع الخروج ؟

لا اتذكر ماذا قلت لكن سرعان ما كان كتفي بكتفه وراسي بجابنه

رجعنا الى المستشفى وعظمنا الأجر 

وقررت الرحيل الى الملتقى الذي اعتدت ان القاه به وفور وصولي

ذهبت الى المكان الذي لطالما كان يراوده ويقف فيه يناظر القادم والراحل حتى وقفت وناظرت جميع القادمين لكنه لم يكن بالمكان او ضمن صفوف القادمين بل رحل بل ودع وقوفه في هذا المكان الاربعاء بالامس

تحايلت نفسي وذهبت الى مكتب الرابطة

نفسٌ عميق العين يجب ان تناظر الى الأعلى او الأسفل واللسان يجب ان يكتم فليس هناك اي شيئ يقال

سرعان ما فتح الباب والكل ينظر الي حاملا خبر عنه

لكن الوجه كان كفيل بالرد لكن احمرار الاعين كان ابلغ رسالة لكن اصفرار الوجه كان احمق رواية ممكن ان تروى
اتذكر حينها كانت ندوة تقيمها الرابطة بعنوان ” تكميم العمل الطلابي” وكنت انا عريف الندوة مع الاخوان عبدالله العصيمي وعمر الطبطبائي
بكل امانه لم أكن قادرًا على جمع المعلومات ولا نطق الكلمات ولا ادارة النفس فقررنا التأجيل احتراما واجلالً وتقديرا لنفس زاملناها بكل طيبة وخفة طينه وحياء وهدوء
عبدالرحمن لازلت اتذكر كتابك الأخير الذي اعطيتني إياه بحجز مقرٍ للحرس الوطني عبدالرحمن لازلت اتذكر فصل المواد والاختبارات عبدالرحمن لازلت اتذكر نظارة عيناك التي تملأ نصف وجهك 
عبدالرحمن اخر لقاءٍ جمعنا بك الحمعة ٣/٤/٢٠١٥ التاسعة والنصف صباحا 

عذرا…… سأقف عند هذا الحد فالذكرى لا ترجع شيئاً
رحمك الله رحمة واسعة 

اكثر ما يجعلني ابتسم هي رسالة أتتني من احد طلبة الجامعة مفادها بانه حلم بك “بثوبٍ ابيض مبتسم”

رحمك الله يالبدر 

سامحني إن أزعجتك يوماً ما .
اخوك محمد ابراهيم الكندري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock