أ.هدى الديحاني تكتب: التعليم عن بعد
أنا مؤيدة لفرض التعليم عن بعد في الظروف الطبيعية فمابالك بظروف استثنائية ، الرحلة العلمية يجب أن تستمر ، والتجربة ستنجح في بلد مثل الكويت شعبه واعي ويملك الإمكانيات والقدرات والثقافة
التعليم عن بعد هو الحل التربوي الأفضل الآن , نعم ستشهد المراحل الأولى من تطبيقه تخبط واخطاء هذا طبيعي لكنها مرحله سنمر فيها عاجلاً أم آجلاً !
على اي حال يبقى هو أفضل من تعطيل الدراسة وتفويتها بهذا الشكل على الطلبة
التعليم عن بعد يعزز مهارات التعلّم الذاتي عند الطلبة ويبني شخصياتهم ويطوّر عقولهم ، وهذة غاية التعليم الحقيقي .. كمعلمين وكأولياء أمور يجب أن ندعم هذا التوجه
جيد أن يكون التعليم عن بعد خيار لمن يمتلك القدرة والرغبة والمهارات الذاتية المطلوبة والمؤهلات .. واعتقد ان عدد كبير من الطلبة سيلتحقون بالدراسة هذا الفصل على طريق التعليم المفتوح وسيجتازون وسيكونون قدوة ونموذج لزملاءهم الآخرين
أما الهيئات التدريسية والمعلمين فالأصل في عملهم الحكومي أنه من باب ( الإجارة الخاصة المقدّره بالزمن ) فهو مربوط بزمن ولابد عليه أن يستوفي هذا الزمن متى ماطُلب منه ذلك
من يرفض التعليم عن بعد من المعلمين هو فقط ( متكسل داخل قناعاته القديمة ) .. ولايعلم أنه أكثر شخص سيستفيد من هذا التحول التعليمي على جميع المستويات !!
لن يكون هناك دوام طويل
ولاصفوف مكتظه بالطلبة
ولاحاجة لزيارة مشرفين
وسيحصل كمعلم على تقييم موضوعي
التعليم عن بعد سيحل مشاكل غياب المعلمين عن طلابهم لظروف معينة !
ولن يؤثر على إلتحاق المعلمين بالدورات وورش العمل لتنميتهم مهنياً !! لأنه سيستطيع تعويض غيابه هذا بالتعليم عن بعد
لنقارن بين ثمار تجربة التعليم التقليدي وتجربة التعليم عن بعد ، كم طالب بالصف المدرسي أو الجامعي حاضر بجسده يخرج فاهم الدرس جيداً ؟
ثم لنسأل أنفسنا صادقين ، أين هي العقدة ؟
دولة الأمارات الشقيقة عندها تجربة جيدة !
والمملكة السعودية تسير على نفس الخطى !
ودولة الكويت تملك الأمكانيات ولاشيء يمنعها عن تحقيق الريادة في هذا المجال
نظرة التعليم عالميًا تغيرت تجاه التعلم عن بُعد
يجب أن نُواكب !!
التعليم عن بعد يعتمد ع الدور المؤثر والفاعل لولي الأمر والأسرة بعملية التدريس ومتابعة آداء الأبناء الدراسي والتأكد من حضورهم الدروس التفاعلية من خلال المنصات التعليمية وتنفيذ الواجبات
ألم تكن فلسفة النظام التعليمي الجديد هو إشراك ولي الأمر بالعملية التعليمية بنسبة ٩٠٪ ؟!!؟
ماموقفنا اليوم من الصحوة التكنولوجية التي يقف أمامها العالم بسبب فايروس كورونا ؟ ونحن الذي كنا بالأمس نرفض الإعتراف بالدراسة عن بعد ؟
هل الحضور الشخصي للطالب مازال أمر ضروري؟
بالتعليم عن بعد سيتفرغ المعلم لمهمته الأساسية وهي التدريس وسيؤديها بتمكّن واتقان بلا مشتتات ولاضغوطات ولاأعباء خارجية، وأشعر أنه هذا النوع من التعليم سيساعدنا على تقييم المعلمين تقييم موضوعي فيه عدالة أكثر وشفافية أكثر دون الحاجة لزيارة المشرف التربوي !
بالتعليم عن بعد يمكن أن نعطي دروس أونلاين للطلبة لها نفس استراتيجية الحضور الشخصي بعد عودة الدراسة الطبيعية يترتب عليها تقليص ساعات الدراسة من ٦ ساعات إلى ٤ أو تقليص عدد أيام الدراسة من ٥ أيام إلى ٤
إذا وفرت وزارةالتربيةمنصات تعليميةغير ربحيه لفرض التعليم عن بعد/ومنحت مساحةكافيةمن الحرية/وتنوع جيد من الأدوات اللازمة/وقدمت محتوى موثوق لصنع تجربةتعليم متكاملة
ثم قادت حملةتوعويةلمساعدةالأسرةعلى امتلاك مهارات تدريس أبناءها بهذا الأسلوب التعليمي ! فلا عذر بعدها لمن يرفض التعلّم
حتى وإن توقف التعليم النظامي لايجب أن يتوقف تعليمك لأبناءك .. هناك حاجة يومية للتدريس والتعليم ،، أُسندت اليوم في ظل هذة الظروف لولي الأمر
الحلول التي تطرح لحل مشكلةتعليق الدراسة يجب أن يكون ضمن الأطر الرسميةللحلول التكنوقراطيةللنظم التعليميةالعالمية
وأي حل خارج هذةالنظم يعرض النظام التعليمي الكويتي لإنتقادات دوليةوعربية حادة لأن التقارير الدولية تسجل وهذا أمر يدعونا للقلق على تعليمنا
المشكلة في التعليم عن بعد هو عدم توافر تقنية واحدة ذات مصداقية وموثوقية عالية يمكن الاعتماد عليها كلياً في الاختبارات عن بعد إلى الآن !
الجدل حول تحولنا للتعليم المفتوح ليس في مصلحتنا .. العالم مشى نحو هذا النوع من التعليم ونحن مازلنا نجادل ! لنستدرك مافاتنا ومن يرفض هذا التحوّل اليوم سيلتحق غداً مجبراً وبدون أن يشعر
أ.هدى الديحاني – معلمة وناشطة تربوية
شكراً – للتواصل @h_aldihani
55155676 ?