م. شهد الناصر تكتب : كمامات نفسية
مع كل الأوبئة المنتشرة وكل القلق والذعر من موت الفجأة إلا أنّكَ تجدُ طبقةً من الناس مازالتْ متزمّتةً بأفكارها المُظلمة ..
مازالتْ تفتقرُ للإنسانيةِ والرحمة والشعور بالغير، مازال مَنهجها الشح والتكبّر والطبقية وذم هذا وذاك.
وفي طرف آخر هناك طبقة الكبرياء الزائد عن المعقول ..هذه الطبقة ليس بقاموسها الإعتذار ولا بمفرداتها التعبير عن المشاعر .
إلى متى وأنتم تكتمون مافي قلوبكم!
عبّروا عن مشاعركم ..
إنْ كان هناك كلام بقلبك لاتكتمه..
إنْ كان في عقلك فكرة نفّذها .
عبّر عن نفسك وكيانك ..
إلى متى والكتمان يلتهمك !
إلى متى وأنت صامت !.
إلى متى تخزّن الكلام بقلبك ..إلى الوقت الذي ننقرض فيه مثلاً !
وفي جهة أخرى فئة المعسّرين العابسين الذين لايحدّثونكَ إلا عن الأهوال والمصاعب ..
أعتقد أنّه يجب وضعهم بقائمة المحظورات عند مرضى السكري والضغط فهم أشدُ خطراً من الملح والسكر على المرضى وأكثر فتكاً من الأوبئة على الناس لأنّ صحتنا الجسدية انعكاس لصحتنا النفسية فنحن مخلوقات عاطفية نتأثر ونؤثر ببعضنا البعض .
ولاأخطر من المعسّرين إلا فئة سوس الأرض هذه الفئة المُتفرّدة بنشر الإشاعات.. تهوى نشر الخوف والفتنة والذعر والأكاذيب..قوتها التدميرية تكمن بتجذّرها بين خلايا المجتمع.
والحمدلله على وجود فئة الميسّرين البسطاء المبشّرين الليّنين المبتسمين..
سلامٌ عليهم أينما كانوا أولئك الذين تُحدّثهم عن الخوف والقلق يُحدّثونك عن الآمان والسكينة ..
تُحدّثهم عن المستحيل يُحدّثونك عن معجزات الله ..
تُحدّثهم عن المشاكل يبحثون معك عن الحلول ..
“سبحان من جعلهم رئتنا الثالثة.. ومتنفس لأروحنا كلما اختنقنا”
أعزائي كفاكم تهويلاً وهلعاً من هذا الفايروس فكثرة الوسوسة أخطر من الفايروس نفسه .
الخوف والهلع لن يمنع القدر ..
كثرة الحرص لن تمنع الموت..
وأكبر دليل الناجون من الحروب
لقد رأينا الموت كثيراً ولكن كتب الله لنا النجاة والحياة لأحدّثكم حديثي هذا.
عيشوا يومكم متوكّلين على الله مع الأخذ بالأسباب واحتسبوا الأجر بمقاومة هذا الفايروس وكل الفايروسات النفسية المتفشّية حالياً ..
ضعوا كمامات من الأمل لنواجه معاً كل احباط ويأس.
ضعوا كمامات من الإرادة والصبر وطول البال لنواجه معاً كل صعوبة.
ضعوا على قلوبكم كمامات نفسية إيمانية من الأذكار والرجوع لله بكل وقت وحين..
والذي نفسي بيده ماتوّكل عبدٌ على الله وتحصّن به إلا حماه وكفاه وأعزهُ وأغناه.
تحصّنا بك يالله واعتصمنا بحولك وقوتك من شر ماخلقتْ.
بقلمي الدافىء:
م.شهد الناصر