كتاب أكاديميا

يوسف عوض العازمي يكتب: تساؤلات د. محمد العتيبي !

” لا شيء أقوى من القوة سوى الدهاء. “

( فكتور هوغو )

في تغريدة معبرة و مثبتة الارقام كتب إستاذ الإعلام بجامعة الكويت د. محمد ضيف الله العتيبي( * ) عن إحصائيات في أول شهرين بسنة 2020 م . و هي تبين تباين غريب ، حيث كتب :
أن عدد الوفيات في أول شهرين لسنة 2020 م. بحسب جامعة هامبورغ الالمانية كان كالتالي:
2360 كورونا
69602 نزلة برد
140 584 الملاريا
153 696 الإنتحار
193 479 حوادث الطرق
240 950 الإيدز
1 177 141 السرطان

و يتساءل الدكتور العتيبي : هل هذا التهويل مقصود ؟ أم خلفه دوافع سياسية و أقتصادية ؟

و أعتقد ( الكلام لي ) أنه قد يكون مقصود
لإظهار حقيقة مستقصدة في هذه الإحصائيات …
السؤال الثاني مكمل للأول : أيضا” قد يكون في الأمر خفايا سياسية تستغل ظرف ما لتحقيق هدف أو تنفيذ صفقة ما ..
في السياسة – دائما”- توقع غير المتوقع ..

أقتصاديا” أظن السؤال يوجه – للإفادة – إلى شركات صناعة الأدوية ، التي تعيش عصرها الذهبي الآن ( اللهم لا حسد ) و مصائب قوم عند قوم فوائد !

لكن الدكتور محمد يضع معطيات أخرى للتأكيد ، إذ يقول :
أولا” الإحصائيات نقلت من موقع ” مصريون في الكويت ” و وصلت إليه عن طريق الواتساب ، و أحب ان يناقش هذا الموضوع مع طلبته ( أنا احدهم ) و يسأل : هل الهلع مدفوع سياسيا واقتصاديا ، كل الاحتمالات متاحه ومتقبله الان ، واعتقد ان الغاية من هذه الحملة الاعلامية هي لتسوية الحرب التجارية بين الصين وامريكا او بخفض اسواق المال لتحضير مسرح اسواق المال للاندماجات والاستحواذات او لبيع سندات الخزانة الامريكية لتغطية العجز المالي فيها! ( إنتهى كلامه )

أما رأيي اعتقد أن الهلع مدفوع سياسيا و أقتصاديا” أتفق معاك . و أعتقد في هذه الخاصية بالذات علينا أن لانذهب بعيدا” ، ففي وقت الهلع كل شئ يتأثر ، و أفهم من الكلام أنه تلميح لنظرية المؤامرة ، لكن وفق معطيات أعتقد بعدم وجودها ، رغم الأرضية الخصبة لنمو تأثير هذه النظرية لكني لا أعتقدها في هذا الوضع بالذات ، و إن كان التوقيت مغري بصراحة لها ..

بإعتقادي أن تسوية الحرب التجارية بين الصين و أمريكا لن تكون بكورونا ، بل بكسر عظم أحدهما ، و قد يكون الصراع الحقيقي في حرب الإستخبارات التي تمهد لإنهيار أحد العملاقين ، و إن كانت الكفة الارجح للعم سام لفارق الآمكانيات المتاحة و القدرات المملوكة ..

أما خفض أسواق المال أظنها – شبعت – إنخفاض ، أما الإندماجات و الإستحواذات ممكن .. لم لأ !

خصوصا” و الصين تعمل في السنوات الفائتة على تنفيذ عدة أستحواذات أشهرها فولفو السويدية أأمن سيارة في العالم .. كذلك الإستحواذات إمتدت للمجال الرياضي ( انترميلانو و ميلانو الإيطاليان مثلا” )

لكن اللقمة الأشهى هي الإسنحواذات على الشركات العملاقة في الولايات المتحدة ، و هنا اظن ان مقص الرقيب سيكون حائلا” !

الصين جوهرة تاجها هي ” هواوي ” و أعتقد هي المستهدف الرئيسي -المفترض – من الولايات المتحدة ، فالصين بلا هواوي كدبي بلا برج خليفة ..

د. محمد ضيف الله يتعامل من منطلق البحث في التأثير الإعلامي و مايترتب على ذلك من إحصائيات ، و وضع عدة تكنهات و إحتمالات في محل الإعتبار ، و كما أن للسياسي مفهومه و للأقتصادي مفهومه ، حتى الإعلامي له مفهومه الخاص سيما و إن كان إستاذ للأعلام و باحث فيه ..

لم ينتهي الحوار مع إستاذي المبدع محمد العتيبي ، و كذلك مايزال كورونا يشكل هاجسا” للجميع في العالم ، و قد تكون نظرية المؤامرة معقولة ، و قد يكون كورونا بالفعل لاعلاقة له لا بحرب تجارية و لا بمؤامرة .. رغم أننا نعايش عالما” سياسته كالبحر المتلاطم الأمواج لاتعرف متى يهدأ و متى يستقر !

حفظ الله الجميع ..

يوسف عوض العازمي
alzmi1969@


  • د. محمد ضيف الله العتيبي
    إستاذ بقسم الإعلام _ كلية الآداب _ جامعة الكويت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock