التطبيقي والمدينة الفاضلة كتبت : أ.أفراح الردعان

كثرت التصريحات وتعددت المقالات وتعالت الأصوات في الحديث عن موضوع ميزانية الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، ولكن أمرا مثل هذا لا يفترض أن يحدث في دولة مثل الكويت! لو تطرقنا للمسألة من الجانب الشرعي الإسلامي فخير دليل حديث حبيبنا ونبينا محمد صلَّ الله عليه وسلم : “أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه” (رواه ابن ماجه). فكيف أن يُمنع الأجر عن الأجير؟! في دولة تمد يد العطاء لكل بقاع الأرض! والدستور الكويتي كفل لنا حق العمل وحق التعليم وهو فريضة على الدولة فإن استثمرنا العقول ارتقينا إلى مصاف الدول المتقدمة، إن الاستثمار الحقيقي هو الاستثمار البشري في العقل قبل العمران! فكيف من مجلس يُمثل الأمة أن يمنع حق للأمة! المسألة ليست مادية بحتة إنما هي حق مكفول فلكل عمل أجر يُقابله. لو منع هذا الأجر قبل البدء بالعمل أخف وطئاً من المنع بعد انتهاء العمل! ونحن كأعضاء هيئتي التدريب والتدريس لا نتردد في العمل من أجل طلبتنا فهم أخواننا وأبناءنا ولكن لا يمكن لنا أن نقبل أن يُمس ما يصرف على العلم وطلب العلم. 

فالهيئة ليست المدينة الفاضلة ! في كل مكان يوجد مخلصين ويوجد مقصرين نحن بشر ولسنا سواء ولا مكان للكمال! فالكمال لله وحده. ولا تقتصر المشاكل على مسألة الميزانية إنما تزايد الكثافة الطلابية مع عدم تزايد توظيف أعضاء هيئتي التدريب والتدريس بنفس المستوى المطلوب الذي يسد النقص ويعوض الخلل! إن الحلول كثيرة لو فتحنا المجال من داخل الهيئة بانتقال أعضاء هيئة التدريب من حملة الماجيستير والدكتوراه لقطاع التعليم وتوظيف حملة البكالوريوس في قطاع التدريب وفتح باب التعيين لمن يستحق دون محسوبيات وتعقيدات ونقضي بذلك على الساعات الزائدة والشعب المغلقة ولا نواجه ما نواجه الآن ! وختاما لنا أن نشيد بدور الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بتحمل الكثافة الطلابية المتزايدة في كل عام كما نشيد بالإدارة المتميزة للمدير العام د. أحمد الأثري فالحق يُقال إنَّ السعي المستمر والجهد الواضح للإصلاح قدر الإمكان هو ما يميز هذا الرجل، أعانك الله د. أحمد الأثري على تحمل المسؤولية الضخمة لقطاعي التدريب والتعليم.
المستشار الأكاديمي لجريدة أكاديميا

أ.أفراح الردعان