كتاب أكاديميا

د. حليمة إبراهيم الفيلكاوي يكتب: التنمر ضد الطلبة الى أين ؟

    لاحظنا في الآونة الأخيرة ازدياد عدد الطلبة المعنفين وللأسف على يد المعلمين والذين يعتبرون مربوا الأجيال، ظاهرة تزداد يوما بعد يوم، لذلك أصبح لزاما علينا أن نتعرف على أسباب هذه الظاهرة حتى نحد منها ونضع الحلول المناسبة لها. 

قد تكون أسباب أسرية أو نفسية وذات تأثير في شخصية المعلم، فالأسباب الأسرية هي الظروف التي يتعايش معها داخل منزله ، أو مشاكل يتعرض لها مع زوجته ، مما يجعله يكتم غضبه في نفسه، ليفرغ طاقته السلبية أثناء وجوده مع الطلبة في المدرسة، فيضربهم أو يشتمهم بغرض ردّ الاعتبار لنفسه، أو كسب احترام الآخرين له بتخويفهم منه.

أما الأسباب النفسية فهي مهمة جدا وتظهر في عدم استقرار المعلم نفسيًا، والذي يعدّ مؤثرًا خطيرًا جدًا، وعادةً يرافق ذلك مجموعة من العوارض النفسية، كالتوتر والقلق والاكتئاب، أو الشعور بعدم الارتياح لعدم ميله وحبه لهذه المهنة وانما الجانب المادي هو السبب وراء دخوله مهنة التعليم، وهذا ما يسبب مشاكل في التعامل مع الطلبة بصورة عامة والمراهق بصورة خاصة وخطيرة، من عدم قدرة المعلم على التعامل مع الشخصيات المختلفة وعدم فهم المعلم للخصائص العمرية لهذه المرحلة ، فيقد يتم تفسير قوة شخصية الطالب ومحاولة اثبات وجوده على أنها نوع من أنواع التنمر فيقوم بكبت وكسر هذه الشخصية لا تنميتها بالشكل الصحيح.

    إن إدارة المدرسة لها دور فعال في الحد من هذه الظاهرة ،فلا بد من وقفة حازمة، فيجب وضع قواعد وإجراءات عقابية محدده وواضحة ضد المتنمرين وعدم التهاون، فلفت النظر لا يجدي نفعا طبعا فلا بد من الابعاد من المدرسة أو التحويل للإدارة القانونية للتحقيق.

    وبلا شك فإن وزارة التربية لها دور كبير في الحد من هذه الظاهرة اللاإنسانية تجاه أبنائنا الطلبة، يبدأ الدور من حسن اختيار المعلم وذلك بإخضاعه لبرنامج تدريبي فعال يتكون من دورات تربوية نفسية اجتماعية قبل أن تكون تعليمية، وهذه الدورات ضرورية واجبارية ونجاحه فيها سبب لخوضه مهنة التعليم، وعمل اختبارات نفسية اجتماعية للمعلم لمعرفة مدى ميله وقدرته على التعامل مع المواقف ومدى ضبطه لغضبه وقدرته على التحكم بمشاعره في المواقف المختلفة. مع تشديد المراقبة واليقظة التربوية للرصد المبكر لحالات التنمر. ووضع قانون يوضح حقوق جميع الأطراف وواجباتهم وضرورة التزام المعلم به والتوقيع عليه. ولا ننسى تشديد العقوبة لكل من يخالف ذلك بعيدا عن المحسوبية .

 

د. حليمة إبراهيم الفيلكاوي

Email: [email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock