كتاب أكاديميا

م. وائل يوسف المطوع يكتب : رسالة إلى سيدي صاحب السمو حفظه الله ورعاه

في خضم المعركة الانتخابية هذه الايام ومع تسارع الوقت واقتراب موعد الانتخابات تشتد المنافسة على الكرسي الأخضر وتتوالى الندوات ويستعرض المرشحون برامجهم الانتخابية ورؤية كل منهم في كيفية الاصلاح وتشخيص الخلل وتقديم الحلول.في المنافسة الانتخابية الحالية برزت ظاهرة دخيلة على مجتمعنا وعلى أبناء الكويت لم نعهدها في السابق وهي قيام بعض المرشحين بالهجوم على نواب سابقين والتحدث عن أشخاص بعينهم أو عن المجالس السابقة بازدراء وبطريقة غير لائقة حتي في زياراتهم للدواوين ، وانتشرت ايضا بوسائل التواصل الاجتماعي شائعات كثيرة الهدف منها بالطبع الظفر بكرسي المجلس بغض النظر عما تسببه تلك الشائعات من إحباط للمجتمع بأسرة وطائفية بغيضة وكراهية بين فريق وآخر، وهذا ما لا نتمناه في مجتمعنا الصغير في تعداده الكبير برموزه وأصالته.لقد تعرض المرشحون في نداوتهم للكثير من القضايا، إلا أن القضية الكبرى من وجهة نظري المتواضعة هي قضية الإدمان التي استفحلت في مجتمعنا وللأسف لم أجد هذه القضية في رؤية المرشحين إلا القليل منهم الذين لا يتعدى عددهم أصابع اليد الواحدة.ليسمح لي القارئ الكريم أن أبين أهمية هذه القضية ولماذا هي القضية الأولى والكبرى بالنسبة لي، فقد وصل عدد المدمنين بالكويت قرابة ألـ 72 ألف حالة إدمان، وهذا الرقم يزداد يوما بعد يوم، لكن دعونا نعرف كم كويتي وكويتية يعانون من تلك المشكلة !إذا افترضنا أن متوسط الأسرة ستة أشخاص، إذن هناك 432 مواطن ومواطنة يعانون من تلك الآفة، إضافة إلى أن حالات الموت بجرعة زائدة أيضا كل يوم بازدياد، والملاحظ أن سن الإدمان عند الفتيات وصل إلى 11 سنة، ومع هذه الأرقام المخيفة والمقلقة تجعل هذه القضية هي الأولى التي يجب على مجلس الأمة القادم أن يتصدى لها، فما فائدة التنمية والكويت تنزف يوميا بسبب تلك الآفة وتخسر شباب من أبنائها بعمر الزهور بسبب الجرعات الزائدة والحوادث المميتة التي يتسبب بها المدمنون، فبالأمس القريب قتل مدمن ابن عمه من أجل حفنة دنانير ليشتري بها هذا السم القاتل وفي دولة شقيقة ذبح مدمن امه قبل ان تصلي بسبب تعاطيه للمخدرات .إن الكثير من أولياء الأمور من الآباء والأمهات يتعرضون للضرب من أبنائهم المدمنون، بل الكارثة الكبرى أن بعضهم يجبرون على القيام بشراء هذا السم لفلذات أكبادهم.وقد تطرقت في مقال سابق إلى هذا الموضوع وكان بعنوان “رسالة عاجلة إلى سمو رئيس مجلس الوزراء” وطالبت آنذاك بإنشاء مركز الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لعلاج الإدمان، والحقيقة أن المشكلة أكبر من شرحها في مقال.إن أكبر من يعاني من هذه المشكلة هي المرأة في الكويت، فهي الأم الغالية التي ترى فلذة كبدها يضيع مستقبله ويذبل كل يوم ولا تتمكن من مساعدته وإنقاذه، وهي الزوجة التي ترى زوجها يزداد إدمانه ويفقد وظيفته وتضيع أحلامها بتكوين أسرة مستقرة وآمنة ومتماسكة وتُجبر على صرف جميع مدخراتها من أجل إنقاذ زوجها دون فائدة، وهي البنت التي ترى قدوتها ومثلها الأعلى يتعاطى المخدرات فيضيع مستقبلها وتضيع معه المبادئ والقيم وكل شيء جميل بدنيتها، وهي الأخت التي تشاهد أختها وأخيها يموتون كل يوم أمامها فيتقطع قلبها ألما عليهم ولسان حالها يقول ما باليد حيلة.إن المرأة بطبيعتها حنونة ورقيقة المشاعر، لذا فهي من يتحمل الجزء الأكبر من الألم في حال تعرض أحد من أسرتها للإدمان، فكم امرأة وكم بنت يعانون يوميا من تلك الكارثة، وكذلك نجد الأب هذا الرجل الذي وضع كل آماله وكل طموحاته أن يرى أبنائه أفراد صالحين بالمجتمع كما تمناهم وكما خطط لمستقبلهم، فقد سهر الليالي لتحقيق هذا الحلم، ولكنه يجد أحلامه تتبخر أمام عينيه ولا يستطيع إنقاذ أولاده، ومع تفشي هذه الظاهرة الخطيرة تتحول حياة الأسرة إلى جحيم لا يطاق.رسالتي اليوم لسيدي صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه أمير البلاد وقائد العمل الإنساني.سيدي صاحب السمو ها أنا ألبي دعوتكم الكريمة ونطقكم السامي في أحد اللقاءات مع أبناء الكويت حينما أمرت أبناء الكويت باقتراح كل ما يفيد الوطن وينميه ويحمي أبنائه.أناشدك يا صاحب السمو بإنقاذ هذه الأسر الكويتية وإنقاذ مجتمعنا من هذه الآفة من خلال إصدار أوامركم السامية بإنشاء مركز صباح الأحمد لعلاج الإدمان بطاقة استيعابية لا تقل عن 2000 سرير، واقتراحي أن يكون مركزا متكاملا بطاقم طبي أجنبي نأت به من أعرق الدول التي حاربت المخدرات ونجحت في إنقاذ أبنائها وعلاجهم، على أن يتولى الديوان الأميري الإشراف على بناء هذا المركز لضمان الانتهاء من المركز في الوقت المحدد له وبأسرع وقت , فالمصيبة كبيرة والأمر جلل ومجلس الأمة أصبح لا يشعر بوجع الأمة وليس لنا بعد الله سبحانه وتعالى إلى أنت يا والدنا وقائدنا.وأسأل الله أن يحفظكم يا صاحب السمو وأن يطيل في عمركم، وأن يسدد خطاكم، وأن يحفظ الكويت وأهلها من كل مكروه.


займ на карту быстро

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock