جامعة الكويت استضافت مدير وكالة الإمارات للفضاء لإقامة محاضرة “برنامج الإمارات الفضائي من الحلم إلى الواقع”
كتبت: شريفة العبد السلام ودلال النجادي
تصوير: بنسيمون جوزيف
ضمن إطار تعزيز التعاون المشترك بين جامعة الكويت ووكالة الإمارات للفضاء والجهات العلمية في دولة الكويت، نظمت جامعة الكويت تحت رعاية وحضور مدير الجامعة الأستاذ الدكتور حسين الأنصاري، محاضرة بعنوان “برنامج الإمارات الفضائي من الحلم إلى الواقع” حاضر فيها سعادة الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء، وذلك بحضور معالي سفير دولة الإمارات العربية المتحدة بالكويت صقر ناصر الريسي، ومن وزارة الدفاع: سعادة العقيد الركن/ الدكتور أحمد طالب الكندري رئيس قسم التسليح والتطوير البحري وذلك بالنيابة عن رئيس الأركان سعادة الفريق الركن/ محمد خالد الخضر، وقياديي جامعة الكويت وأعضاء هيئة التدريس وعدد من الطلبة وذلك صباح يوم الاثنين في الحرم الجامعي – الخالدية.
بداية رحبت د. هالة خالد الجسار من قسم الفيزياء في كلية العلوم بالحضور الكريم من الطلبة والطالبات والضيوف الأفاضل من دولة الإمارات، مهنئة دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة بوكالة الإمارات للفضاء بوصول رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية، الأمر الذي يعد نقلة نوعية معرفية وإنجازاً عربياً يعتد به في فتح أفق جديدة تحول كل ما كان حلماً إلى واقع ملموس.
وتحدثت د. الجسار عن المشروع الوطني للقمر الصناعي الكويتي فذكرت أنه يأتي بدعم من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ويهدف إلى تعزيز قدرات الطلاب والشباب في المساهمة في التطوير العلمي وبالأخص علم التصنيع الفضائي، مشيرة إلى أن هذا المشروع الوطني هو بمشاركة جامعة الكويت ومعهد الأبحاث العلمية والجامعة الأمريكية في الكويت وكذلك بالتعاون مع هيئات إقليمية وهي وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء بالإضافة إلى هيئات علمية عالمية.
وبدوره تحدث سعادة الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء خلال المحاضرة عن فوائد الفضاء الذي يوفر امتيازات جديدة وملهمة للدول ومعارف متطورة تسهم في خدمة المجتمعات في الجوانب الاستراتيجية والعلمية والاقتصادية والمجتمعية التي تصب في خدمة البشرية جمعاء.
وذكر د. الأحبابي أن وكالة الإمارات للفضاء انطلقت في العام 2014 بطموحات كبيرة، حاملة معها آمال العالم العربي وأحلامه باستعادة أمجاد الأجداد في معارف الفلك والفضاء، هؤلاء الذين تطلعوا إلى السماء والنجوم، ووضعوا الأسس العلمية والمخططات الفلكية التي يعتمدها المجتمع العلمي والفضائي اليوم في مهام استكشافية لمعرفة خفايا الكون وما يحمله لنا في تاريخه ومستقبله، مبيناً أن الوكالة نجحت خلال سنوات قليلة، حيث تم وضع أساسات وأركان قطاع فضاء إماراتي وطني قادر على رعاية هذه الطموحات والآمال وتحويلها إلى حقيقة على أرض الواقع.
وبين أن من أهداف الوكالة تنظيم وتطوير القطاع الفضائي الوطني بما يساهم في دعم الاقتصاد الوطني المستدام وإعداد وتنمية الكوادر الوطنية لدعم القطاع والمساهمة في تطويره، بالإضافة إلى دعم مفهوم البحث والتطوير والابتكار في مجال تقنيات وعلوم واستكشاف الفضاء وتعزيز وإبراز دور الدولة على الخريطة الفضائية إقليمياً وعالمياً.
مسبار الأمل إلى المريخ 2020
ولفت د. الأحبابي إلى أن مشروع “مسبار الأمل” لاستكشاف كوكب المريخ، يعتبر أمل العرب والمسلمين في تحقيق إنجاز فضائي بصبغة عالمية، وهو مساهمة بارزة للمساعي الدولية لاستكشاف هذا الكوكب الذي حيًر العلماء منذ اكتشافه عدة قرون مضت، وهو أساس مشروع “المريخ 2117” لبناء أول مستوطنة بشرية على سطح الكوكب الأحمر، مشيراً إلى أن المسبار سينطلق في مهمته عام 2020، ومن المخطط أن يصل إلى المريخ بحلول عام 2021، تزامناً مع ذكرى مرور خمسين عاماً على قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة. ويجري التخطيط والإدارة والتنفيذ لمشروع المسبار على يد فريق إماراتي يعتمد أفراده على مهاراتهم واجتهادهم لاكتساب جميع المعارف ذات الصلة بعلوم استكشاف الفضاء وتطبيقها، إذ تشرف وكالة الإمارات للفضاء على المشروع وتموله بالكامل، في حين يطور مركز محمد بن راشد للفضاء المسبار بالتعاون مع شركاء دوليين.
وبين أن أهداف المهمة تتجلى في بناء موارد بشرية إماراتية عالية الكفاءة في مجال تكنولوجيا الفضاء، وتطوير المعرفة والأبحاث العلمية والتطبيقات الفضائية التي تعود بالنفع على البشرية، كما أن من أهداف هذه المهمة ليس فقط الكشف عن أسرار هذا الكوكب فحسب فالهدف من المهمة أنها تُحدث تأثيراً إيجابياً حقيقياً في جميع القطاعات المتعلقة بمجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، بالإضافة إلى التأسيس لاقتصاد مستدام مبني على المعرفة وتعزيز التنويع وتشجيع الابتكار، والارتقاء بمكانة الإمارات في سباق الفضاء لتوسيع نطاق الفوائد، وتعزيز جهود الإمارات في مجال الاكتشافات العلمية، وإقامة شراكات دولية في قطاع الفضاء لتعزيز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة.
مشاريع الأقمار الصناعية الإماراتية
وأوضح د. الأحبابي أن دولة الإمارات العربية المتحدة ومن خلال وكالة الامارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء تعمل حالياً على ثلاثة محاور رئيسية سعياً لتحقيق الأهداف الرامية إلى تنمية وتطوير قطاع تكنولوجيا الفضاء في المنطقة وهي: البحث العلمي وتطوير تطبيقات الفضاء الخارجي، وتصنيع الأقمار الصناعية وتطوير أنظمتها، ورصد الكرة الأرضية من خلال بث صور فضائية عالية الجودة.
وأشار إلى أن صناعة الأقمار الفضائية الإماراتية وإطلاقها شهدت تاريخاً طويلاً منذ إطلاق القمر الصناعي “دبي سات ١ ” في عام ٢٠٠٩ الذي انطلق لتحقيق أهداف علمية وبحثية، تلاه القمر الصناعي “الياه – ١”، الذي بدأ في أبريل من عام 2011 لإيصال البث التلفزيوني وتنفيذ خدمات تجارية أخرى، ومن ثم قمر “الياه – ٢” الذي قدم في ٢٠١٢ خدمات فضائية إلى دول في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا.
وأضاف أنه أعقبها القمر الإماراتي “دبي سات – ٢”، الذي قدم صوراً عالية الجودة من الفضاء أسهمت في دراسة التغيرات البيئية والتجمعات البشرية والمياه والجليد وغيرها للأغراض العلمية، يليه قمر “نايف – ١” أول قمر نانوميتري استهدف تطوير كفاءات طلبة كليات الهندسة الإماراتية في مجال تكنولوجيا الفضاء، وتعاقبت الأقمار الصناعية بعد ذلك وصولا إلى قمر خليفة سات الذي تم تصميمه بأيدي مهندسين إماراتيين بنسبة ١٠٠%.
وبين أن وكالة الإمارات للفضاء تسعى لرفع عدد الأقمار الإماراتية الصناعية إلى 12 قمرا بحلول 2020، كما تتجاوز استثمارات الإمارات في مجال تصنيع الأقمار الصناعية عتبة الـ20 مليار درهم، وتتصدر الإمارات العالم العربي بعلوم الفضاء، ولقد شهد 25 سبتمبر انطلاق أول رائد فضاء إماراتي إلى المحطة الدولية عبر مركبة “سويوز” الروسية، وفازت دولة الإمارات باستضافة الدورة الـ71 للمؤتمر الدولي للفضاء الذي يعقد عام 2020 بدبي.
وتطرق د. الأحبابي إلى رحلة هزاع المنصوري الذي تم اختياره عام ٢٠١٨ من بين ٤٠٠٠ متقدم من كلا الجنسين ضمن برنامج الإمارات لرواد الفضاء، وتدريبه للقيام برحله لمحطة الفضاء الدولية، وسيقوم المنصوري بعمل ١٦ تجربة علمية في مجالات متعددة منها الاضطرابات في النشاط الحركي، وديناميات السوائل في الفضاء، والتصوير، والإدراك، ونظام القلب والأوعية الدموية ومؤشرات حالة العظام، واستغرقت هذه الرحلة ٦ ساعات للوصول والالتحام مع المحطة الفضائية.
وفي مجال تعزيز التعاون الفضائي الإماراتي الكويتي، تسعى وكالة الإمارات للفضاء لدعم والمشاركة في الأنشطة والفعاليات الخاصة بجامعة الكويت في مجال الفضاء، بالإضافة لبحث انضمام جامعة الكويت لعضوية اتحاد العالمي للملاحة ممثلا عن القطاع الأكاديمي، ودعم استضافة مجموعة من طلبة وطالبات جامعة الكويت المتميزين للدراسة في الجامعات المتخصصة بعلوم وأبحاث الفضاء، وذلك لتشارك المعرفة ودعم المشاريع الخاصة بتصنيع الأقمار الصناعية من خلال التنسيق الثنائي بين الإمارات والكويت فيما يتعلق بأنشطة المجموعة العربية للتعاون الفضائي.
وضمن برنامج استضافة مدير وكالة الإمارات للفضاء د. محمد الأحبابي تم تنظيم زيارة لمركز الابتكار بجامعة الكويت والذي أنشئ من خلال بروتوكول التعاون الموقع بين الجامعة واللجنة الوطنية لدعم التعليم ووقفية التعليم، ويعتبر كأداة تساهم في تعزيز ثقافة الابتكار وترسيخ ممارسته بين الجميع، وتهيئة البيئة الجاذبة الداعمة للأفكار والمبادرات لمنتسبي الأسرة الجامعية من أعضاء هيئة أكاديمية وموظفين وطلبة، كما تم تنظيم زيارة إلى حرم جامعة الكويت – مدينة صباح السالم الجامعية لكلية العلوم وكليةالهندسة والبترول.
السيرة الذاتية
من هو الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي:
یشغل سعادة الدكتور المھندس محمد ناصر الأحبابي منصب المدیر العام لوكالة الإمارات للفضاء، وأدى دورا قیادی فًي تأسیسھا. ووكالة الفضاء الاماراتية هي أول وكالة فضاء في منطقة الشرق الاوسط . تأسست الوكالة سنة 2014 وتضم فریقا من 60 شخصاً.
یتمتع سعادة الدكتور الأحبابي بخبرة طویلة في مجال العمل العسكري والحكومي والأكادیمي، حيث لعب الدكتور الأحبابي دورا محوریا في تأسیس وإدارة مشاریع استراتیجیة وطنیة، من بینھا مركز الإبداع والتطویر التابع للقوات المسلحة، والمركز الوطني لعلوم وتكنولوجیا الفضاء التابع لجامعة الإمارات العربیة المتحدة، كما أشرف على إدارة الجانب العسكري من مشروع الیاه سات
شغل سعادة الدكتور الأحبابي قبل عمله في وكالة الإمارات للفضاء العدید من المناصب، وأسھم في قیادة العدید من المشاریع الإستراتیجیة في قطاع تكنولوجیا المعلومات والاتصالات في دولة الإمارات، حیث عمل على تقدیم الاستشارة للقوات المسلحة والحكومة على مستوى إستراتیجية شمل المفاھیم حدیثة.
یقود الدكتور الأحبابي فریق الوكالة الذي یدیر مشاریع طموحة ضمن القطاع الفضائي الوطني، من بینھا مشروع الإمارات لاستكشاف المریخ، ومشاریع الأقمار الاصطناعیة العلمیة والتعلیمیة المصغرة.
ویشغل سعادة الدكتور الأحبابي حالیا عضویة عدة مجالس منها المجلس الأعلى لجامعة الإمارات العربیة المتحدة، ورئاسة المركز الوطني لعلوم وتكنولوجیا الفضاء التابع لھا
على الصعید الإقلیمي، أسھم سعادة الدكتور الأحبابي في تأسیس المجموعة العربیة للتعاون الفضائي عام 2019 التي تضم تحت مظلتھا 11 دولة عربیة، كما یشغل عضویة مجلس إدارة الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك
أما على الصعید الدولي، فقد انتخب الدكتور الأحبابي عام 2018 نائبا لرئیس الاتحاد الدولي للملاحة الفضائیة، ویشغل عضویة المجلس الاستشاري لجامعة الفضاء الدولیة في فرنسا وعضویة مجلس أمناء المركزالإقلیمي لتدریس علوم وتكنولوجیا الفضاء في غرب آسیا التابع للأمم المتحدة.
یحمل سعادة الدكتور الأحبابي درجة الدكتوراه في مجال الاتصالات من جامعة ساوث ھامبتون من المملكة المتحدة، ودرجة الماجستیر في الاتصالات الضوئیة من نفس الجامعة، ودرجة الھندسة الإلكترونیة من جامعة كالیفورنیا في أمریكا عام 1998، هذا بالإضافة إلى الكثیر من شھادات الدورات المتخصصة في المجال العسكري والمدني.
جاء سعادة الدكتور الأحبابي في العام 2018 ضمن قائمة أفضل 15 شخصیة عالمیة مؤثرة في قطاع الاستكشاف الفضائي في العالم، بحسب تصنیف قائمة قادة المنظمات العالمیة الأكثر تأثیر. وضمن قائمة صحیفة “جلف بیزنس” لأقوى 100 شخصیة عربیة لعام 2019.