توجه لاعتماد إلزامية «الروضة» لضرورتها التعليمية
نادية المسلم: شخصية الطفل تتكون في هذه المرحلة التي تتضمن 24 خبرة لتحقيق مفاهيم متعددة
أكدت الموجهة العامة لرياض الأطفال، نادية المسلم، أن مرحلة رياض الأطفال تعتبر من المراحل الأولى التي يخرج فيها الطفل من البيت إلى المدرسة، ليمارس الحياة التعليمية، لافتة إلى أنها حالياً ليست إلزامية «لكنّ هناك سعياً لجعلها مرحلة إلزامية لأهميتها وضرورتها في المسيرة التعليمية للطفل»، مشددة على أهميتها في صقل شخصية الطفل وتهيئته للمرحلة الابتدائية.
وقالت المسلم إن رياض الأطفال تعد من أهم المراحل الدراسية في عمر الطفل، وتتضمن مستويين؛ الأول والثاني، يتم من خلالهما تحقيق العديد من الأهداف التربوية التي وضعها مختصون لتنمية مهارات ومدارك الطفل وتعليمه أساسيات القراءة والكتابة بشكل مبسط وسلس، مشيرة إلى أنها تتضمن كذلك منظومة القيم التربوية والمجتمعية التي يتم غرسها في الأطفال من خلال أنشطة وألعاب تربوية هادفة، لافتة إلى أنه تم البدء بالعمل بها منذ عام 2014.
وأضافت: يتم من خلال الرياض تهيئة الطفل للمرحلة الابتدائية، فهي ليست مرحلة تحصيل دراسي وليس بها أي اختبارات، وإنما هي مرحلة إنماء للقدرات والمهارات وتهيئة للطفل ليكون ناجحا في المرحلة الابتدائية من خلال تعليمه كيفية التعامل مع الآخرين وبناء العلاقات والتعبير عن مكنوناته، لافتة إلى أن المعلمات في الرياض يعلّمن الطفل كيفية الإمساك بالقلم وتمكينه من أساسيات القراءة والكتابة.
وأوضحت المسلم أن المرحلة تهتم باكتشاف الأطفال الموهوبين وتنمية موهبتهم، حيث إن لكل طفل اهتمامات خاصة تقوم المعلمات باكتشافها وتنميتها ومساعدة الطفل على تعزيزها من خلال أنشطة وسلوكيات تربوية مخصصة لهذا الغرض، مشددة على ضرورة تحويلها لمرحلة إلزامية كما الابتدائية والمتوسطة.
وأشارت إلى أن جميع الرياض مزودة بمكتبات فيها العديد من الكتب والقصص المصورة التي تنمّي رغبة الطفل على الاطلاع والقراءة وهناك استعارة للقصص، لافتة إلى وجود كراس للتطبيقات لكل طفل يتم من خلاله تأكيد ما تم اكتسابه بالأنشطة اليومية داخل الفصول.
وذكرت أن المرحلة تتضمن كذلك أهدافا تتعلق بالجانب الحسي الحركي والجسماني للطفل يتم عملها من خلال حركات تعبيرية وأنشطة في الساحة والمواقف التعليمية، إضافة إلى أنها مرحلة تنمو فيها المهارات الاجتماعية من خلال الجماعات التي يتعرض لها في الروضة وتكوين صداقات مع أقرانه والمعلمات اللاتي يتعامل معهن خلال فترة وجوده في الروضة.
وحول ما يثار عن أن الروضة مرحلة للعب والمرح فقط، قالت المسلم إن الطفل يتعلم فيها مهارات وقدرات عديدة عن طريق اللعب والحركة وأداء أنشطة معينة تم وضعها من قبل مختصين تربويين لتحقيق أهداف تربوية محددة، تؤدي في النهاية إلى إيصال معلومة مهمة يحتاجها في حياته مستقبلا، إضافة إلى تحقيق مفاهيم علمية ولغوية ورياضية من خلال منهج محكم به 24 خبرة تربوية؛ منها 12 يأخذها الطفل في المستوى الأول، و12 في المستوى الثاني.
وأضافت: «الطفل أمانة لدينا، ولا يمكن أن نفرط في هذه الأمانة، وهناك أناشيد وحركات تعبيرية للتأكيد على معلومات معينة يكتسبها الطفل من خلال معلمته، وليس كما يثار أحيانا لدى البعض بأن الأطفال في الروضة يلعبون ويرقصون فقط، موجهة دعوة إلى أولياء الأمور بأهمية الالتزام بإحضار أبنائهم إلى الروضة وعدم إهمال دوامهم فيها للاستفادة من البرامج والخبرات والمعلومات التي تهيئهم للمرحلة الدراسية اللاحقة.
بناء شخصية الطفل
من جانبها، قالت مديرة روضة الجنان، خيرية العبدالله، إن الروضة هي أولى مراحل التعليم للطفل، ويتم من خلالها بناء شخصية هذا الطفل الذي سيكون طبيباً أو مهندساً أو معلماً أو فناناً، وهي مرحلة لها دور كبير وأساسي في تنمية قدرات الطفل العلمية والنفسية والاجتماعية.
وأضافت أنه منذ بداية اليوم الدراسي يتم استقبال الطفل بالنشاط الفردي وتفقد حالته الصحية والنفسية، ثم يتم إدخاله في النشاط الجماعي بالمسرح، والذي يتم من خلالها تعليم الأطفال على الخبرة اليومية بحركات تعبيرية وأنشطة تعليمية، إضافة إلى القصة والنشاط الحركي واليوم الشعبي واليوم الرياضي، لافتة إلى وجود يوم مخصص للقيم التربوية التي يضعها التوجيه الفني للمرحلة.
وأشارت إلى توفير الساحة الحركية للألعاب التي تناسب احتياجات طفل الروضة، والتي يتم من خلالها إكسابه العديد من الخبرات التربوية والحركية التي تنمي قدراته وتعزز إمكاناته المعرفية والسلوكية.
العازمي: ندرّس الطفل «العربية» بالصور
قالت المعلمة مريم العازمي إنه يتم تدريس الطفل منهج اللغة العربية بحسب طبيعة عقله في هذه المرحلة العمرية، حيث إنه يتم التعامل معه على أساس الصورة، إذ إن عقل الطفل يمكنه من إدراك 6 صور، وهنا يتم استغلالها في تعريفه ببعض الكلمات وتجريد كلمة واحدة، ليتعلم قراءتها، وتكوين حصيلة لغوية مع انتهائه من مرحلة رياض الأطفال، مشيرة إلى أن الطفل يتعلم بدايات الكتابة والقراءة في هذه المرحلة، لكي يكون مهيئاً للمرحلة التعليمية اللاحقة.