د. حليمة ابراهيم الفيلكاوي تكتب: كن لطيفا
إن موضوع اللطف موضوع ذو أهمية كبرى في جميع المجالات وبلا شك ، فالإسلام أولى صفة اللطف مزيداً من الرعاية والعناية والاهتمام ، فقد حثّ عليها ورغّب فيها وجعلها من مكارم الأخلاق ومفاتيح الخير، وترتّب عليها الأجر العظيم.
ومن مترادفات اللطف: الرفق ،الذوق، اللباقة، النباهة، الحكمة، الكياسة، الفِطْنة، الرفق وتقدير الآخرين واحترامهم. ألفاظ مترادفة كثيرة تدور حول معنى واحد، فصفة اللطف تقودنا الى الحكمة وحسن التصرف في مواجهة المواقف المختلفة، والى حسن التصرف عند مواجهة مشاكل مختلفة، فاللطف إحساس داخلي معنوي ، يدعو صاحبه إلى استشعار أحوال الآخرين ومراعاة ظروفهم ، ويقصد به إدخال السعادة إلى نفوسهم ، وتجنّب إحراجهم ، أو إيذائهم بالقول أو الفعل .كما يتسم صاحبها بكمال في العقل وبعد في النظر ، وسلامة في التربية واعتدال في المزاج ونضج في المشاعر الاجتماعية.
ان الشخص اللطيف يتصف بذكاء في القلب ، وطلاقة في الوجه وملاطفة في الكلام ، ومجاملة صادقة في التعامل وبعد عن الخشونة والفظاظة وسوء الخلق.
من الجميل أن يكون الأزواج لطفاء مع بعضهم البعض ، وما نريد التركيز عليه هنا الأبناء، نعم الأبناء من حقهم على أمهاتهم وآباءهم تنشئتهم التنشئة الصحيحة السليمة اللطيفة، فالتربية الحسنة لا تكون باستخدام أساليب العنف والشدة المفرطة، بل بما يراه الطفل من لطف في سلوك من حوله كتصرّفات والديه سواء مع بعضهم البعض ، أو الآباء مع الأبناء، ويمتد هذا السلوك الى الأهل والجيران ومن حولهم . إذن على الوالدين غرس فنون التعامل الذوقي والطريقة المثلى لمخالطة الناس بلطف وإحساس طيب، والأمر لا يقتصر على الوالدين فقط ، بل يمتد الى المعلم أيضا ، حيث لابد من تضمين المناهج والمحاضرات لهذه الصفة، وقبل كل هذا لابد أن يتصف بها المعلم حتى يحذو الطالب حذو معلمه.
ان المعاملة بالحسنى تحفظ الكرامة وتنشر الهناء والسعادة وتجعل البيت هانئا مستقرا ،فكن لطيفا تسعد.
د. حليمة ابراهيم الفيلكاوي
Email: [email protected]