أ. د. بهيجة بهبهاني: النخبة الفكرية منهم براء!
التعريف اللغوي لمصطلح «النخبة الفكرية» هو: «مجتمع المبدعين في المجالات الفكرية». ويطلق غالباً هذا المسمى على مجتمع المبدعين والمثقفين، خاصة في مؤسسات التعليم العالي. وفي وقتنا الحالي أصبحت «النخبة الفكرية» نوعاً من الوجاهة الاجتماعية، مما قلل من أهمية العلم والثقافة، وانتقص من مكانة المفكر الحقيقي والباحث العلمي، اللذين يقضيان معظم وقتهما في دراسة العلوم والتعمق في الثقافات العالمية وإجراء التجارب العلمية من أجل الحصول على نتائج تساعدهما على اكتشاف الجديد في البيئة من حولهما، والعمل على تطوير الواقع إلى عالم أفضل فكرياً وصحياً وتقنياً. كما يطلق أيضاً مسمى «النخبة الفكرية» على الأكاديميين في الكليات الجامعية والتطبيقية، لتفرغهم للتدريس والبحث العلمي. ويتضمن التدريس متابعة كل جديد في عالم الإنتاج العلمي في مجال التخصص، ونقله كمفاهيم وحقائق علمية إلى الدارسين والمتعلمين، من خلال كتب دراسية يجري تجديدها بصفة دورية، لإضافة الجديد من العلم لها. إلا أنه، وللأسف، هناك قلة من الأكاديميين لا يعتبرون من «النخبة الفكرية»، حيث يقومون بأفعال غير سوية تسيء الى السمعة الأكاديمية، والى زملائهم من الهيئة التدريسية. فهذه القلة غالبا ما تفتقد الأمانة العلمية وتفتخر بانتمائها الاجتماعي دون إنجازها العلمي، وتقوم باختلاق قصص عن مشاركاتها الوهمية في إنتاج علمي وهو منهم براء، فسيرهم الذاتية تخلو من أي مؤلفات أو أبحاث علمية. والبعض الآخر يدعي قيامه بإجراء أبحاث علمية بجامعات أجنبية، وكل ما يفعله هو قيامه بدعوة أساتذة زائرين من تلك الجامعات، وعلى نفقته الخاصة، لدراسة المجتمع الكويتي، ومن ثم تتابع أبحاثهم العلمية بالتعاون مع هذا الاستاذ الزائر، الذي قد يكون قبض الثمن لقيامه بإعداد هذه البحوث العلمية المكررة في المجال ذاته! كما أن البعض الآخر من الأكاديميين، وللأسف الشديد أيضاً يريد منصباً إشرافياً فيلهث خلفه، بشتى الطرق، خاصة غير الشرعية منها، فيقوم بكتابة الشكاوى الكيدية ضد زملائه للإدارة العليا لكي يتعرف إليهم، رغم أنه نكرة في قسمه العلمي، ومن ثم يظهر أمامهم بمظهر الصادق الأمين، وهو عنوان لعدم الالتزام في أداء واجباته. واما الاساتذة الذين يتخذون من كتبهم سبيلا لمكسب مادي، ويلزمون الطلبة بشرائها فهؤلاء يخالفون اللوائح والقوانين.
ومن هنا يتضح أن الأكاديميين ليسوا جميعاً من «النخبة الفكرية»، فهناك فئة منهم يسيئون الى المؤسسات التعليمية بتصرفاتهم اللاسوية، وينبغي عليهم العمل الأمين والجاد ليرتقوا وينضموا الى النخبة الفكرية، بدلاً من إضاعة وقتهم وجهدهم في التسلق على أكتاف البعض، والكيد للبعض الآخر.