كتاب أكاديميا

علي البغلي يكتب: ولا عزاء لخريجي جامعة هارفارد!

جامعة هارفارد يضرب بها المثل في العراقة وجودة التعليم وجديته، وهي جامعة تعد من أعرق الجامعات وأفضلها في العالم، وتقع في مدينة كامبريدج بولاية ماساتشوستس الأميركية.. وقد أرسلت الحكومة الكويتية مشكورة قبل وبعد انشاء جامعة الكويت الشباب الكويتي لجامعات مصر ولبنان وانكلترا وفرنسا والولايات المتحدة، وما زالت ترسل الطلبة الكويتيين المتفوقين الى الجامعات الخارجية، الذين لا تستوعبهم «جامعة جليب الشيوخ» التي يكاد يمضي على انشائها حوالي ربع قرن، وغيرها من معاهد وجامعات خاصة أخرى.. وقد نشرت الصحف مؤخراً حفل اشهار خريجي هارفاردالكويت، ويبلغ عددهم 201 مواطن ومقيم في الكويت، وأقام الحفل مشكوراً الأخ الفاضل الشيخ محمد صباح السالم وزير الخارجية السابق وخريج هذه الجامعة، الذي شغل منصب سفير الكويت في واشنطن بعد تحرير الكويت.
لا أدري لماذا طرأ على بالي عندما قرأت خبر اقامة ذلك الحفل لهذه الجامعة الأميركية العريقة، خبر أشقاء لهم حاملي الشهادات الجامعية المزورة والمشتراة، الذي يطفو على السطح تارة ويتم عزل تلك الأخبار وإخفاؤها تارة أخرى!… فخريجو تلك الجامعات «الخرطي» يتساوون أمام مجلس الخدمة المدنية على الاقل مع خريجي الجامعات «العريقة» في المميزات والتسميات الوظيفية، فيا لها من مفارقة محزنة!
فأناس سهروا الليالي وأطراف النهار في البحث والتحصيل العلمي الجاد في جامعات مثل هارفارد وأمثالها، كيف نساويهم مع آخرين لم يكحلوا أعينهم بمرأى الجامعة ولا قاعات الدراسة فيها، ولم يجروا أي بحث ولم يجتازوا أي امتحان؟! وآخر من سمعنا عنهم وامتلأت قلوبنا غصة بشأنهم، هم من ذكرهم أحد نواب مجلس الشعب المصري عندما قال بصريح العبارة ان هناك 500 طالب كويتي محسوبين على احدى الجامعات المصرية، لكنهم لم يكحلوا أعينهم بمرآها في يوم من الأيام؟! ونضيف انه قد تم تخريجهم في تلك الجامعات بتخصصات حساسة ومهمة بعد أن كحل الوسيط ومسؤولو الجامعة من «الطمامعه» أعينهم بتسلم المقابل النقدي لذلك التخرج المزور من الألف للياء!
والمصيبة الأكبر أنه مع توارد هذه الأخبار عن الآلاف من خريجي الجامعات «الفالصو» على حد تعبير إخواننا المصريين هذه، إلا أن مسؤولي حكومتنا الرشيدة، لم يصدروا حتى الآن قرارا بإيقاف تلك المهزلة وتطبيق القانون على مرتكبيها!
ونخشى من يوم نرى فيه إقامة احتفالات أو نواد لخريجي الجامعات «بوطقه» التي تكلمنا عنها ويقفون أمام الكاميرات بفخر وتحد، مادين ألسنتهم لنا ولخريجي جامعة هارفارد وأمثالها حينئذ سنقول لخريجي تلك الجامعة العريقة ولأنفسنا: لا عزاء لنا في ظل بلد الشهادات المزورة!
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock