لقاءات أكاديمياجامعة الكويت

د. فاينيو: برنامج الدكتوراه في الصحة العامة بجامعة الكويت .. قريباً

  • إنشاء الكلية أتى استجابة للحاجة الملحة واء كانت صحية، سلوكية، إدارية أو بيئية

 

كتب: عبدالعزيز كاظم وشريفة العبدالسلام

 

تعد كلية الصحة العامة بمركز العلوم الطبية في جامعة الكويت الأحدث في مسيرة الجامعة، لتصبح الكلية السابعة عشر، والخامسة بمركز العلوم الطبية الذي يضم كليات الطب، العلوم الطبية المساعدة، الأسنان، الصيدلة.

وفي هذا الصدد ذكر عميد كلية الصحة العامة أ.د. هاري فاينيو أن الكلية تم تأسيسها نظراً للحاجة الملحة لمتخصصين بهذا المجال والذي يعد بمثابة خط دفاع عن صحة الأفراد والمجتمع في دولة الكويت، مضيفاً أنه على الرغم من ارتفاع متوسط عمر الأشخاص من 50 عاما إلى 77 عاما، فقد ازدادت الإصابة بالأمراض غير المعدية بشكل كبير خلال العقود الماضية ولا سيما أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والسرطان، مما أثر على جودة الحياة سلبيا.

وأضاف أن مقولة “الوقاية خير من العلاج” تتداول كثيراً بين المختصين والمهتمين بمجال الصحة العامة، مؤكدا أن مفهوم الصحة العامة لا يقتصر على وزارة الصحة العامة فحسب، بل يشمل القطاع الحكومي والخاص وحتى الأسرة كذلك.

وبين أ.د. فاينيو أن كلية الصحة العامة تعد أحدث كلية في جامعة الكويت، حيث صدر المرسوم الأميري بتأسيسها عام 2013، وتعمل على تطوير المناهج العلمية لمواكبة الاحتياجات المتزايدة للموارد البشرية المتخصصة بمجال الصحة العامة ودراسات المجتمع، والطرق والأدوات لنشر المعرفة وزيادة الوعي في مجال الصحة العامة في دولة الكويت، وهي كذلك ضمن أهداف جامعة الكويت، مشيراً إلى أنها الكلية تمكنت من إنشاء برامج تعليمية في مجال الصحة العامة، بهدف تحسين صحة سكان الكويت من خلال توفير قوة عاملة ماهرة لديها القدرة على إنجاز الوظائف التحليلية والإدارية والقيادة الإدارية في مجالات الصحة العامة، وتفتخر الكلية بإطلاق البرنامج الجديد في الصحة ودراسات المجتمع في سبتمبر 2017.

وأضاف أنه في عام 2018 تم توسعة نطاق البرامج التعليمية لتشمل مسارين جديدين في ماجستير الصحة العامة، الأول في تخصص الإدارة والسياسة الصحية، والثاني في الصحة البيئية والمهنية، ولدى كلية الصحة العامة اتصالات وثيقة مع جهات ومؤسسات عدة مثل وزارة الصحة، معهد دسمان للسكري، معهد الكويت للأبحاث العلمية، ومركز الكويت للتوحد.

وأشار فاينيو إلى أن الكلية تعمل على برنامج دراسات عليا آخر، وهو الدكتوراه في الصحة العامة، ومن المخطط أن يبدأ في عام 2020، وفيما يتعلق ببرامج الدراسات العليا في الصحة العامة والأشخاص المدربين طبياً، ناقشت كلية الصحة العامة معهد الكويت للتخصصات الطبية (كيمز) حول إمكانية إطلاق برنامج الطبيب المقيم لخريجي كلية الطب.

وأوضح أن كلية الصحة العامة صممت مناهج برنامجي البكالوريوس والماجستير الخاصة بها وفقاً للمعايير والكفاءات الدولية، هذا وستعمل الكلية مع الجهاز الوطني للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم للحصول على الاعتماد عندما تكون البرامج مؤهلة لذلك، حين تتخرج الدفعات الأولى من الطلبة في السنوات القادمة.

ولتحقيق أهدافها في خدمة المجتمع، بين فاينيو أن كلية الصحة العامة تقوم بالتعاون مع مختلف مؤسسات القطاع العام والخاص من أجل تطوير العمل فيها وإجراء البحوث وبث الوعي اللازم لتعزيز الصحة ومنع الأمراض، مما يساعد على تحسين جودة الحياة للمواطنين والمقيمين على حد سواء، ومن جهة أخرى، تقوم الكلية عبر ذلك التعاون بتعريف طلبتها، سواء الذين هم في الدراسات الأولية أو الدراسات العليا، على أهم المشاكل الصحية الموجودة في المجتمع (كالسمنة وداء السكر والأمراض القلبية الوعائية) والتي يمكن تفاديها اذا ما تم تبني النمط الصحي للحياة.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، تقدم الكلية عبر كوادرها المختصة في مختلف المجالات كالعلوم الاجتماعية والسلوكية والأوبئة والسياسة والإدارة الصحية والصحة البيئية والمهنية خدمات كبيرة لوزارة الصحة (بمختلف إداراتها) ووزارة النفط ومعهد الكويت للأبحاث العلمية ومركز الكويت للتوحد….الخ. ويكون ذلك التعاون عن طريق ندب بعض الأساتذة أو القيام بدورات والقاء المحاضرات والمشاركة بالمؤتمرات وإجراء البحوث لإيجاد الحلول للمشاكل الموجودة أو المتوقعة.

ومن الجدير بالذكر، أنه تم الاتفاق مؤخراً ما بين كلية الصحة العامة ومنطقة اليرموك الصحية ( التي تعد مدينة صحية نموذجية وفق معايير منظمة الصحة العالمية ) على التعاون البناء المتمثل في إجراء البحوث المختلفة لمشاريع التخرج لطلاب البكالوريوس والماجستير في المنطقة، وتدريب الطلبة في المركز الصحي والمراكز الخدمية الأخرى فيها والمشاركة في الفعاليات التي تجرى في المدارس والجمعيات.

وبين فاينيو أن كلية الصحة العامة دأبت منذ نشأتها الحديثة على إجراء البحوث العلمية جنبا إلى جنب مع عملية التدريس وفعاليات خدمة المجتمع، حيث يتم التركيز على المشاكل والصعوبات المنتشرة في المجتمع، سواء كانت صحية أو سلوكية أو ادارية أو بيئية، فكما هو معلوم ارتفاع معدلات انتشار السمنة وأمراض القلب والأوعية وداء السكر وحوادث الطرق والسرطان بأنواعه المختلفة والاصابات المهنية، والتي تنتج بسبب تناول الطعام غير المتوازن (كالإفراط في تناول الملح والسكريات والدهون المشبعة)، وقلة أو انعدام ممارسة الرياضة بشكل منتظم، وعدم التعامل مع الضغوط اليومية بشكل سليم، والتعرض للتلوث البيئي وعدم قيادة المركبات بشكل متأني، وعدم الالتزام بإجراءات السلامة المهنية، مشيراً إلى أن إجراء البحوث من قبل أعضاء الهيئة التدريسية أومن خلال مشاريع التخرج للدراسات الأولية والعليا وبالتعاون مع المؤسسات الأخرى الحكومية والخاصة، سيكون له أثر فعال لإيجاد الحلول الناجحة لتلك الأمراض والحوادث وتقليل حدوثها، وهذا ما يؤدي في النهاية إلى تحسين الصحة وسعادة الانسان.

وأشار إلى أن برامج البكالوريوس والماجستير في الصحة العامة التي توفرها الكلية حاليا ( وبرنامج الدكتوراه مستقبلا ) تقدم بعدًا للتعليم لم يكن موجودًا من قبل في دولة الكويت، مبيناً أن الهدف من هذه البرامج هو رفد الدولة بقوة عاملة أقوى وأكثر تنوعا في مجال الصحة العامة تعمل على الحد من حدوث المرض وزيادة معدل الحياة الصحية لسكان الكويت.

وأوضح فاينيو أنه من المستحيل الحد من حدوث أمراض مثل السكري وأمراض القلب والسرطان حتى من خلال توفير العلاج الممتاز بعد الإصابة بهذه الأمراض، وإن مهنة الطب مهمة جدا للمجتمع لعلاج الأمراض، ولكن هذا العلاج لا يمكن أبدا أن يقلل من حدوث المرض في الأصل.

وأضاف أن الصحة العامة تركز على الإجراءات والتدخلات في المجتمع التي يمكنها أن تمنع حدوث المرض، وتحمي الناس من الإصابة وتعزز صحتهم، وإطالة معدلات أعمار السكان، كما هو في المقولة الشهيرة “الوقاية خير من العلاج”.

ودعا أبنائه الطلبة إلى الانضمام في برنامج البكالوريوس أو برنامج الماجستير في الصحة العامة، لينضموا إلى العاملين بمجال الصحة العامة بهدف تحسين صحة سكان دولة الكويت، مبيناً أنه لمن يرغب بالاطلاع على المعلومات التي تخص الكلية أن يزور موقعها الالكتروني www.hsc.edu.kw/foph أو على حساب الكلية بمواقع التواصل الاجتماعي foph_ku .

 

نبذة عن كلية الصحة العامة

ما هي الصحة العامة؟

الصحة العامة باختصار هي كيفية المحافظة على الصحة وتعزيزها وتقديم الرعاية الصحية وليس فقط علاج الامراض وتقديم الرعاية الصحية، وبشكل مبسط نود أن نعيد المقولة الشهيرة “الوقاية خير من العلاج”!

وقد ضمت الكلية الأقسام التأسيسية الخمس وهي:

1. قسم الصحة البيئية والمهنية

2. قسم علم الأوبئة والإحصاءات الحيوية

3. قسم السياسة والإدارة الصحية

4. قسم ممارسة الصحة العامة

5. قسم العلوم الاجتماعية والسلوكية

وشهدت الكويت مرحلة انتقالية سريعة في الاقتصاد وعلم الأوبئة والديموغرافية الاجتماعية خلال العقود الخمسة الماضية، كما شهدت الصحة السكانية تحسنا هائلا على مدى الجيلين الماضيين، مما نتج عنه ارتفاع متوسط عمر الأشخاص من 50 عاما إلى 77 عاما.

وبالرغم من ذلك، فقد ازدادت الإصابة بالأمراض غير المعدية بشكل كبير خلال العقود الماضية ولا سيما أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والسرطان، وأصبحت السمنة شائعة بشكل متزايد، وارتفعت نسبة بدانة الأطفال في الكويت بالإضافة إلى ازدياد الحالات المتأثرة بالعوامل البيئية والمهنية الخطرة، بما فيها حوادث السيارات وإصابات العمل والتي تشمل السقوط من ارتفاعات عالية، وكل ما سبق يعتبر من أهم أسباب الوفيات والأمراض والإصابات المرتبطة بالسلوكيات والمخاطر البيئية والمهنية التي تحدث في المجتمع وأماكن العمل و هنا يأتي دور المستشفيات والعيادات في توفير العلاج لهذه الحالات.

لعل الكثير يسمع بمقولة “درهم وقاية خير من قنطار علاج” وهي صحيحة 100%، لأن تحسين بيئة المجتمع ومكان العمل من شأنهما أن يعززا صحة السكان أو أن يقللا من ارتفاع معدل الإصابات، لذا فإن الصحة العامة تعد أفضل وسيلة لتنفيذ السياسات الصحية في جميع المستويات، ولا تقتصر مسؤوليتها على وزارة الصحة فقط، بل في جميع الوزارات الحكومية فضلا عن القطاع الخاص. كما ستركز كلية الصحة العامة على المجتمع لتعزيز قدرتها بتوفير الصحة وحمايته ووقايته من الأمراض.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock