د. محمد الفويضل يكتب: فن إلقاء المحاضرات التدريبية
إن المحاضرات الهادفة والفعالة ليست صعبة أو بعيدة عن المحاضرين، ولا سيما المحاضرين المبتدئين، فينبغي التمرن على إلقاء المحاضرة التدريبية إلقاء فنياً رائعاً، والعمل على تطوير وتجديد هذه الأداة التعليمية والنهوض بها إلى المستوى الذي يجعلها تلبي رغبة المتدرب في هذا العصر، وذلك بإتقان كيفية تحضيرها تحضيراً حسناً، وكيفية تطبيقها وانتهاجها النهج الذي يسمح بالتبليغ الجيد لما يريد المدرب تبليغه للمتدربين. وكما هو معلوم فإن المحاضرة التدريبية تقوم أساساً على عمليتين متصلتين لا يمكن فصلهما. أولاً، تكوين وبناء الصورة الكاملة للمحاضرة في ذهن المدرب وعلى أوراقه وهي؛ مرحلة إعداد المحاضرة. ثانياً، تبليغ هذه الصورة الذهنية ونقلها إلى أذهان المتدربين وهي؛ عملية تدريس المحاضرة أو إلقاؤها عليهم، قصد الفهم الجيد والكامل لمحتواها .
والمحاضرة ينبغي أن تبدو كعرض درامي، تتقيد فيه بحدود لابد منها؛ مقدمة تشد الانتباه، وعرض يتفاعل فيه المتدربون مع ما يعرض عليهم إلى درجة يصير فيها هذا العرض جزءاً من كيانهم العقلي، ونهاية أو خاتمة تسدل الستار وتختم المحاضرة، وغاية الخاتمة هنا هو، إعادة تركيب الأجزاء والتذكير بوحدتها وصورتها الكاملة، التي تترابط فيها المقدمات بالتوالي .
وتعد العلاقة بين المدرب والمتدرب عنصراً مهما لما تجسده من التفاعل والتجاوب أو التنافر والتشاغل، ولغة الجسد في هذه العلاقة هي القناة التي تعكس التغذية الراجعة للمتحدث والتي على ضوئها يمكنه أن يعدل في طريقة أدائه، وإشاراته، وتعابير وجهه، ونبرات صوته، وتنغيم كلامه وطريقة نظراته للمتدربين، وعدم التركيز علـى جانـب دون الآخر، ونوع الابتسامة التي يرسمها على وجهه.
إن الغاية من إلقاء المحاضرة التدريبية بالدرجة الأولى هي تنوير عقول المتدربين بإدراكات ومفاهيم جديدة تخص موضوعاً من موضوعات المعرفة والعلم، لذا يتوقف نجاح المدرب في المحاضرة على مدى قبول المتدربين لمحتوى المحاضرة وفهمهم لها، وتجاوبهم معها، ومدى الاستفادة من محتوى العرض والطريقة الفنية التي يعرضها بها. ولا شك أن هذا النجاح يتوقف على شخصية المدرب وتكوينه العلمي والمهني .
بقلم: د. محمد الفويضل
المعهد العالي للخدمات الإدارية
