كتاب أكاديميا

يوسف عوض العازمي يكتب: قراءة  في “اللامبالاة”

في الَلاَمُبالاَةَ فَلسَفْة ، إِنَها صِفة مِن صِفَات الأمل 

( محمود درويش ) 

والله عنوان رائع ، هكذا حدثتني النفس الأمارة عندما توصلت إلى عنوان هذا المقال ، لا اعلم إن كان الإختيار موفق أم لا ؟ 

في عرف الصحافة يعتبر العنوان هو باب الجذب الأول للقارئ ، و هو  ” جرة رجلكما تصفه العامية ، لكني في الحقيقة أجد متوافقاوالفكرة المقصودة ، مترابطاو أشعار درويش ، متلازماو الحبكة المرصودة ، متوازناوالكلمة المكتوبة !

هي ليست فلسفة ، والفلسفة في نفسي أعلى قدرامن ان اتفلسف بها ، فلسفة نيشته كثيراماتعاني ، و هوبز أشغل الناس بفلسفته السياسيه ، و هيجل يجري وراء تفسير المنفعة ، و ديكارت يفكر كثيرافي التفكير ، و أجد نفسي و كأني أقطف من كل بستان زهرة !

هنا دنيا و الدنيا بلا مشاكل ليست دنيا ، ملخص الدنيا هي مشاكلها ، أحداثها ، أفراحها ، احزانها ، أتذكر سمعت قولاذات مرة ولا أتذكر للاسف قائلة : أنه أحياناالتعامل باللامبالاة مع مشكلة ما هو الحل ، أي اترك المشكلة تحل نفسها بنفسها !

لا تعتقد أن كل مشكلة لابد من حل لها ، و لا أنه أية مشكلة لا حل لها ، و أذكرك بالفقرة السابقة أن بعض المشاكل تحل نفسها بنفسها ، اصطصنع اللا مبالاة امامها ، لأنه لا حل غير ذلك ، أتركها لعامل الزمن ، فبعض المشاكل لا هي باللحية و لا هي بالشارب كما يقول البدو !

أتذكر أني مررت بمشكلة صعبة الحل ، وكان من شبه المستحيل حلها ، شعرت بالضيق حيالها ، أثرت على نفسيتي ، أصبحت كالمسألة الرياضية المعقدة ، لابد من قانون و خطوات و معادلة لحلها ، كانت صعبة الحل ، الحل في وادي و انا في واد آخر ، و طبيعتي لا أحب الواسطات و لا السؤال ( ليس تكبراأو غرور لاوالله  ) فكان القرار هو ترك المشكلة يا انها تحل نفسها بنفسها أو انسجم مع الواقع و كان الله بالسر عليما” ..

بعد أيام و لأن الحياة هي الأمل ، ولا حياة بدونه ، تم حل المشكلة بطريقة لم اتوقعها ، لم تحل نفسها لكنها حلت بشكل مقصود ، ولله الحمد و الثناء ..

المقصد أنك لاتعطي الامر اكبر من حقه ، وسع النظرة و ابعدها ، ولاتنظر في نفسك فقط ، انظر حولك هناك من يعمل 16 ساعة يومياومغترب و لايستلم راتب بإنتظام ، بنفس الوقت يأكل و يشرب مثلك ، وينام مثلك ، ويتزوج مثلك ، وانت و هو ابناء تسعة أشهر ، لاتكابر صدقني كل شخص فيه مافيه ، و إن صمت و سكت ، تعامل بتفاؤل ، فلن تعش سوى هذه الحياة ، واليوم هو اليوم ، والماضي يبقى ماضي ، و المستقبل ليس بيدك ، ولاتملكه ، بل بيد ارحم الراحمين و اكرم الاكرمين . 

هذا ليس مقالاتحفيزياولا كاتبه مدرب تنمية بشرية ، بل تجربة احببت ان انقلها لبث الإيجابية ، قد تحدث معك او مع أي شخص ، أهم شئ تعامل بإيجابية ، و تذكر أنه مثلما اللامبالاة حل ، فمواجهة المشكلة ( إن كان الامر يستلزم ) هو  افضل الحلول ..

يوسف عوض العازمي 
alzmi1969@

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock