م.شهدالناصر تكتب: أهلاً بالحياة
عام ٢٠١٨ كم كان محمّلاً بالأحداث..منها السعيدة ومنها البائسة ..كم كان محمّلاً بالمفاجئات والمحطات والأشخاص ..منهم من ظنناهم عابرين لكن بقوا …منهم من ظنناهم لايتغيرون لكنهم كانوا أخف من ورقة الخريف..عند أول مهب للظروف اختفوا…!
عام ٢٠١٨ في أيامه
ضحكنا ..بكينا ..انتظرنا..حنيّنا.. هنا تعبنا ..هنا توجعنا ..هنا قوينا..هنا انتهينا ..هنا بدأنا..هنا افترقنا هنا إلتقينا.. هنا تنهيدة حزن تملأ السماء وهنا ضحكة فرح تملأ الأرجاء…
لقد عشته ياقلبي بجميع تناقضاته وانتهى ! ولاتصدق أقوالهم أنك لم تنجز فيه شيئاً عظيماً.. فكل مرة تعثرت واستقمت فإنك نجحت…فكل مرة كنت تتعامل مع الناس بطيبة وعطاء لم تكن غبياً بل كنت شهماً كريم سجايا ..فكل مرة ألجمت غضبك وتجاهلت وتغافلت لم تكن ضعيفاً بل كنت قوياً ولقد نجحت.. فكل مرة طبطت على نفسك واحتويتها عندما لم تجد الإحتواء لم تكن متقوقعاً بل كان قلبك أغلى من أن يدخل في علاقاتهم السطحية فأنت بذلك نجحت.. فكل استقامة بعد تلك التعرجات كانت بداية وانتعاش لروحك وكانت أعظم إنجاز تفخر به .
لقد سمعنا ياصديقي كثيراً بأولئك الذين جُرحوا وخُذلوا وبكت قلوبهم آلماً.. سمعنا بمن عاشوا التناقض بين الواقع والحلم وخانتهم ظروفهم..سمعنا بمن تعرضوا للخيانة ..للفقدان ..للغربة.. للمرض ..لكن كل ذلك الوجع الذي عاشوه أين هو ألا نتسأل كيف انتهى وأصبح نسياً منسياً ؟ كيف توقدوا بالحياة من جديد بعد ذلك الشحوب والإنطفاء ..؟لقد نهضوا وجُبروا لأنهم استعانوا بالله الجبار.. سبحانه جبره أعظم من كل كسر ..إنه جبار وكريم يعوضك بأضعاف ماخسرت لتكون النسخة الأجمل والأسعد والأقوى من نفسك.. لذلك اعتني بنفسك ولاتهتم كثيراً بالتفاصيل الباهتة.. ارحل عن كل شيء لايشبهك..لاتكن محطة للعابرين ..غادر الحزن واليأس والإهتمام الباهت..غادرالماضي كن المُستغني بعلاقاتك..
عش بإحساس طير وحلّق بعيداً متوكلاً على الله..دع كل شيء يزعجك خلفك وارحل دون إلتفات..الوداع لك ياعام٢٠١٨ وممتنة لكل الأحداث التي عشتها ولكل الأشخاص الذين قابلتهم فمنهم من أعطى لقلبي بريقاً من السعادة ومنهم من كان درساً قاسياً موجعاً لا آسف عليه فهو لم يزدني إلا حكمة ..
لقد نضجت بفعل الظروف والتجارب ،ولم يعد يعنيني التفكير بالأشياء الراحلة فما رحل ليس لي من البداية.. لم يعد يهمني أن أعتني وأضحي ليبقى أحد..لقد أصبح مايهمني هو أن أسعد بماعوضني به الله..
وأدركت أخيراً أنّ الحب هو اهتمام ..فصديق قلبي هو وطنه وليس منفاه..
لقد أرخيت يدي للراحلين وشرّعت أبواب قلبي للبدايات الجديدة..وحلّقت مع روحي وهي تردد أهلاً بالحياة
أهلاً بعام٢٠١٩ أهلاً بجميع أحداثه التي متفائلين بجميلها وسنعيشها بأدق تفاصيلها …
وهاأنا ياقلبي أخبركَ بأنّ كل الوعود التي قطعتها لكَ تحققت بأنّ هناك َ منْ يحبكَ ويحتويكَ ويقدّركَ ويتفنن بتعديل مزاجك َ..وأنّ الدنيا مازال فيها الطيب والكريم والوفي..وأنّ الأحلام تستجيب لنا وتتحقق إن آمنا بها ..فقط تحلى بالصبر .. على صبر جميل إننا نسعد ونعشق ونحلم وننبض حياة .. إننا على صبر جميل وعلى أمل أجمل ..فلم تكن تلك اللحظات القاسية التي عشناها سوى ماضي إنتهى ..”إنتهى وكفى” ..إننا متمسكون بواقعنا الجميل الآن.. متفائلون بالآتي لأنّه سيأتي باهراً..سيأتي كما كان مُقدر ومادام القدر بيد الله اللّطيف الرّحيم فإنّه سيأتي محمّلاً بالأروع والأدفىء لقلوبنا.
بقلمي الدافىء:
م.شهدالناصر