سوسن إبراهيم تكتب: الـ Feedback والإعلام الحديث
رجع الصدى او ما يعرف بال Feedback يعتبر مهما جدا في عملية تقييم وتحليل وتفسير المادة الاعلامية باختلافها وهذه العملية تظهر ردود الأفعال الناتجة عن الرسالة الإعلامية، ولذلك فهي تُعتبر نبض الشعب.
ولكن التسرع في اطلاق الآراء قد لا يكون بنفس فاعلية العملية بذاتها وذلك لان التسرع بشكل عام يؤدي الى ارتكاب الأخطاء أو الاستهانة بجدية او حرفية الموضوع وقد تؤدي إلى التوصل الى استنتاجات متهورة قد تكون مغلوطة في اكثر الاحيان.
وهذا ما نراه يتكرر على مواقع التواصل الاجتماعي التي تُظهر تحليلات متواصلة لكافة المواضيع والمجالات. فيعلق الجاهل بالعلوم السياسية مثلا على حدث سياسي مهم فيتكلم بما يجهل او تعلق نسوية متزمتة على قوانين الشريعة التي تقدر معايير مختلفة في بعض احكامها الفقهية بناء على الجنس، كموضوع الميراث. حيث هذه الاستثناءات تحاكي دور كلا من الجنسين في الحياة.
اذًا فاختلاف المستويات الاكاديمية والتحصيل المعرفي وحتى الانتماءات تؤثر على الرأي فتصبح متفاوتة ونسبية تعتمد على الرأي الشخصي ولا تقيّم العمل بحرفية وشفافية موضوعية والتي بدورها تؤثر على ردود الفعل. فإطلاقها بعجلة ومشاركتها مع ملايين الاشخاص لا تعطي المادة الإعلامية حقها بل تساهم في تأويلها لتناسب كل فئة مجتمعية أو انتماء محدد.
ولكن بالجانب الاخر قد تعطي التقييمات قيمة أقل مما يجب وبالتالي لا تعكس الجهود المبذولة بالعمل او قد تعطيه هالة اكبر مما يستحق فيكون رجع الصدى كذلك سلبي لا يعبر عن الرسالة الإعلامية بدقة.
ولكن متى تؤثر سرعة رجع الصدى على المادة الإعلامية؟ تؤثر على سبيل المثال لا الحصر، حينما يتعلق الامر بقضية اجتماعية او غيرها، فيتم تسليط الضوء عليها ويتكون بسببها رأي عام قادر على حل هذه الازمة لأنها تتحول الى وصي اجتماعي يطالب بحقوق مغتصبة مثلما حدث مؤخرا بقصة الفتاة الفلسطينية إسراء الغريب التي عُذبت حتى الموت وقد كان من المعقول ان تدفن حقيقتها معها ولكن مع استنفار رواد مواقع التواصل الاجتماعي تم تسليط الضوء على قضيتها وإثارتها في أقاليم مختلفة كشفت المستور وطالبت بمجازاة المعتدين بل ولقد تم تسليط الضوء على قضايا أخرى مخفية حُجبت لتظل بالظلام بلا حساب أو عقاب.
فلسرعة رجع الصدى جانبان فهو ليس بالسلبي ولا بالإيجابي بشكل خالص ولكنها حالات متباينة تستدعي الانتظار والتمهل في إقرار مدى نجاح او فشل العمل الإعلامي أو ما اذا كانت هناك قضية وجب الوقوف معها أو لا.
سوسن إبراهيم
