مافيا التعليم في الكويت .. الحلول المقترحة «4-6»
لن يتم القضاء على هذه المشكلة الا من خلال تتبع بؤر الفساد واجتثاثها ومحاربة مافيا التعليم وكسر جناحيها «الدروس الخصوصية وانشطة بعض مؤسسات الخدمات التعليمية والترجمة والطباعة والنشر» الفاسدة المفسدة ليس فقط لأبنائنا الطلبة والطالبات في مختلف المراحل التعليمية بل تعدى ذلك ليشمل بعض السياسيين وكبار الموظفين والقياديين وبعض الأكاديميين وبعض المؤسسات الحكومية والأهلية.!! إنه السرطان الذي ينتشر بين الأفراد وفي أجزاء المجتمع وأجهزة الدولة كانتشار النار في الهشيم.!!
كيف يتم معالجة هذا السرطان وشل وتكسير جناحي مافيا التعليم بالكويت؟؟! سؤال سهل صياغته ولكن ليس من السهل الإجابة عليه.!!
وسأحاول فيما تبقي من هذا المقال أن أضع بعض المقترحات والتوصيات التي أتمنى أن تسهم في الحد من سطوة مافيا التعليم بالكويت والتقليل من فاعلية و سطوة وقوة جناحيها.!
نبدأ أولا بأهم لبنات المجتمع وهي الاسرة وهي التي يتعلم بها الطفل منذ سنواته الأولي القيم الحسنة والعادات المرغوبة ويتجنب كل ما يضره ويضر أفراد أسرته ، فبناء الأسرة الصالحة والواعية لصالح الوطن والمؤمنة بقيم العدل والمساواة والاستقامة وإخلاص العمل للوطن ونبذ العنصرية والتحزب والقبلية والطائفية والمؤمنة كذلك بقيمها الاسلامية والعربية وحقوقها الدستورية والقيام بواجباتها الوطنية والدستورية هادفة من وراء ذلك تحقيق التنمية والرفاهية والعدل والمساواة في جو من الحرية والشفافية والإنصاف والوطنية الحقة، لذا فالأسرة هي اللبنة الأولي التي يجب الاهتمام بها من قبل كافة مؤسساتنا الوطنية من اجل غرس القيم والاعتماد على النفس وتقدير دور المعلم و تثمين الوقت المخصص لليوم الدراسي في تنمية قدرات الطالب وإمكانياته والاعتماد على النفس وتشجيع الطفل منذ الصغر على البحث و التعلم الذاتي وحرية الرأي والرأي الاخر وممارسة النقاش العلمي وفن الانصات وتعلم ثفافة الاختلاف لا الخلاف واحترام الصغير للكبير .
ومن ثم يأتي دور المدرسة وهي البيئة الحاضنة للطالب والطالبة أغلب فترات تعليمه وتربيته فمتي ما أوجدنا بيئة تعليمية وتربوية صالحة تدار على أسس علمية وتربوية سليمة وتتميز برؤية ورسالة تعليمية وتربوية واضحة ومفهومة متفق عليها من الجميع فإن ذلك سيساعد في شل فاعلية جناحي مافيا التعليم مع ضرورة التركيز على اهمية بناء التواصل ما بين الطالب والمعلم وخلق بيئة صالحة وجاذبة للتعليم وتفعيل الدور الرقابي على منظومة التعليم بالمدرسة وتنمية المهارات وقدرات الطلاب من خلال الأنشطة المدرسية المتنوعة وخلق وإعداد للطالب ليصبح قيادة فاعلة في المستقبل وضمان توفر بيئة تعليمية وتربوية جاذبة للهيئة التعليمية والإدارية من خلال اختيار نظم ادارية وتقنية حديثة ونظم مالية محفزة تشجع المعلم والهيئة التعليمية والإدارية على الأداء الأفضل داخل المدرسة بما يحقق للمعلم مدخول مالي أكبر يعلي من قيمة وشأن المعلم وفي ظل أساليب تقييم ومتابعة فاعلة وعادلة تضمن استمرارية وبقاء الخبرات التعليمية أطول مدة ممكنة.
ويجب مد جسور الاتصال والتواصل بين البيت والمدرسة بما يؤدي إلي مزيد من التعاون والتكامل بين هاتين المؤسستين وخلق بيئة أسرية وتعليمية واعية تهدف لمعالجة المشاكل التعليمية والتربوية في جو من التفاهم والمهنية العالية وقطع الطريق على من يحاول استغلال الخلل والأخطاء والقصور في المنظومة التعليمية .
وسيتم في الجزء القادم من هذا المقال تكملة عناصرالمنظومة التعليمية والتي ستشمل المعلم والهيئة التعليمية والإدارية والمناهج الدراسية.
ودمتم سالمين
د. محمد الدويهيس
