هواية ثم احتراف.. رحلة مصور مصري في الحياة البرية
- رمضان عواد بدأ رحلته بكاميرا هاتف ذات جودة ضعيفة ليصل إلى التصوير الاحترافي
انتقل من الهواية إلى الاحتراف بعد أن أغوته الطبيعة وجذبه نداء الحياة البرية فأصبح متيما بها مهتما بكشف أسرارها وتوثيقها في لقطات حية لينقل عبر صوره قصصا لا تحتاج إلى كلمات للتعليق عليها، فالصور وحدها تحكي وتشرح كل التفاصيل.
رمضان عواد مصور محترف مهتم بتوثيق الحياة البرية والطبيعية، يقضي أيامه ولياليه في أحضان الجبل وبين أوراق الشجر وأحيانا مراقبا السماء مترقبا رفرفة أجنحة الطير وانقضاض بعضها على فرائسها واقتناصها، يستعمل عدسات كاميرته لتوثيق اللقطة وتسجيلها.
يقول عواد إن رحلته في التحول من الهواية إلى الاحتراف بدأت عام 2010 بكاميرا هاتف لا تتخطى جودتها ستة ميغابكسلات، قبل أن يشتري أول كاميرا رقمية صغيرة بعدها بنحو عام لتجذبه هواية التصوير فيستجيب لها مهتما بالبحث عن وشراء أحدث العدسات وتعلم التقنيات الحديثة في التصوير، وهي رحلة يصفها بـ”الملحة للغاية والمكلفة جدا والممتعة أيضا”.
عواد لم يدرس التصوير بشكل أكاديمي، لكن حبه وشغفه بالتصوير دفعه للاطلاع وتبادل الأفكار والمعلومات، وسهلت عليه التقنيات الحديثة فرص التعلم وتبادل الخبرات مع تلقي الدروس الفنية المتخصصة في احتراف التصوير، إلا أن حجر الأساس في رحلته هو التجربة الحقيقية التي تشكل مع الوقت تطويرا للخبرات عبر النقد والتعلم الذاتي.
التجربة الحقيقية بالممارسة قادرة على الإفادة بنوعية التصوير والمعدات اللازمة المناسبة لكل نوع من أنواع التصوير ومعايير الصورة المطلوبة حتى الوصول للاحتراف الذي يتضمن معايير تلك الصورة، مع المعالجة والقصة الفريدة من نوعها التي تخرج من وراء هذه الصورة.
صعوبات
يروي عواد حكاية رحلته “في بداية رحلة العمل كمصور احترافي، وامتهان التصوير في الحياة البرية والطبيعية كان الأمر أصعب مما أتصور، خصوصا أنني قررت سلوك طريق مختلف بعيدا عن تصوير الآثار وحياة الشارع، وكان اختياري في ذلك الوقت هو الأصعب لعدة عوامل، أبرزها: عدم توافر المعلومات الكافية عن الحياة البرية وأماكن وجودها وانتشارها في مصر، وحمل عبء التجهيزات اللازمة لهذا النوع من التصوير”.
ويضيف أنه بالصبر والعزيمة وبعد رحلة شاقة استمرت ثماني سنوات بات يملك آلاف الصور، خلف كل منها صورة حكاية، كأن كل صورة بمثابة تأريخ للمستقبل عن جوانب من الحياة في مصر يجهلها الكثيرون.
ويعتبر عواد أن أكثر المصاعب التي واجهها في رحلاته للتصوير البري هي صعود الجبال للحصول على لقطة مميزة وفريدة، فالأمر شديد الخطورة “حتى أنني كنت سأفقد حياتي في العديد من المرات بسبب ذلك”.
أما الأمر الأكثر صعوبة ويحتاج إلى مران على الصبر الطويل فهو تصوير الطيور والحشرات، حيث السكون والترقب وانتظار اللقطة المناسبة وضرورة الجاهزية المستمرة طول الوقت، إلا أن الأصعب إطلاقا هو التصوير تحت المياه.
يعمل عواد في العديد من المنصات الإعلامية المهتمة بالحياة البرية والطبيعة، أبرزها عمله مخرجا في مؤسسة الطبيعة والعلم لصناعة المحتوى التوثيقي ونشره على المستوى العام في مصر، وفي محطات رحلته التي بدأها قبل ثماني سنوات يرجع فيها الفضل في الوصول لما حققه إلى التصوير الفوتوغرافي والفرصة التي حصل عليها وأتاحت له الانطلاق إلى الحياة البرية وعالم الطبيعة.
ويبدو اهتمام عواد بنقل وتسجيل خبرته للأجيال القادمة واضحا، فهو يعمل مع إحدى مجلات الأطفال، لنشر قصص مصورة عن الترحال والحياة البرية في مصر من أجل نقل المعرفة للأطفال وفتح آفاقهم على كنوز الطبيعة هناك.
حصد عواد بالإضافة إلى خبراته التراكمية في مجاله وتوسيع حصيلته المعرفية بالطبيعة والحياة البرية على المركز الأول في فئة الوسائط المتعددة ضمن المشاركين في معرض القاهرة الدولي عام 2017، كما كرمته أكاديمية البحث العلمي.
نصائح للمبتدئين
من واقع خبرته يقدم عواد نصائحه للهواة: إذا كنت تمتلك ثمن كاميرا احترافية باهظة الثمن عليك الشراء فورا، فلا تسمع لمن يقولون لك عليك أنت تتدرب على كل فئات الكاميرات، فالمضمون واحد في الصورة مع اختلاف الأزرار وطريقة التعامل، ومزيد من تفاصيل الصورة والعمق الديناميكي، وبعد امتلاك كاميرا تصوير سواء اقتصادية أو باهظة الثمن عليك أن تراعي تكوين الصورة من الكاميرا وبعد ذلك المعالجة والقصة التي ترويها صورتك.
أما عن امتلاك العدسات فالأمر يحتاج للكثير من المال، وعليك أن تأخذ الأمر بالتدرج حتى تتمكن من تحقيق ربح حقيقي من وراء التصوير، وحينها عليك اقتناء العدسات لما تصوره في فئات التصوير المختلفة التي تناسب نوعية تصويرك.
المصدر :
الجزيرة