قسم السلايدشو

إحصائية عن جهات خيرية: الكويت الأولى عالمياً في الطعام التالف

أكدت مصادر مطلعة في سوق المطاعم أن طفرة التأسيس الجديد في هذا القطاع بدأت تفقد زخمها تحت تأثير المنافسة الشرسة، فضلاً عن أن القدرة الشرائية التي راهن عليها كثير من رواد الأعمال لا ترتفع كما كان متوقعاً.. إلى ذلك، ربما تكون هذه السوق وصلت إلى مرحلة التشبع حالياً.
وقال مصدر عليم ما يلي:

1 – توقعاتنا تشير إلى أن عامي 2019 و2020 قد يشهدان إقفال %30 إلى %40 من المطاعم القائمة حالياً.. فالسنتان المقبلتان ستكونان بمنتهى الصعوبة حتى بالنسبة للمطاعم المميزة، ويعمل أصحاب المطاعم على تكييف أنفسهم مع هذا الواقع ليستطيعوا الصمود إذا قدروا على ذلك.
2 ــ طفرة التأسيس التي شهدناها في السنوات الخمس الماضية شهدت في ثناياها دخول متطفلين الى هذا القطاع.
إذ يكفي النظر الى اسماء بعض المطاعم لنعرف ان صاحبه ليس محترفاً، وعند التعثر يصرخ طالباً «دعم الحكومة»!
وفي هذا المجال هناك من يدخل هذه السوق من دون ابحاث ومن دون دراسات جدوى.
ولا يعرف هؤلاء المتطفلون أن المطعم مسؤولية كبيرة متعلقة بحياة الناس وصحتهم.
وربما لا يعرفون ان المطاعم المحترفة تنفق على مواردها البشرية، خصوصا على «الطباخين» كثيراً من الاموال، لا سيما في دورات تدريبية خارج البلاد.
-3 أضاف المصدر العليم نفسه: نشهد على افتتاح مطاعم تعرف النجاح في اول 3 أشهر، ثم تأتيه ضربة قاصمة، ولا يعرف هؤلاء ان في هذه السوق يمكن ان يبيعوا في أول 3 أشهر بشكل جيد وهذا متاح للجميع تقريباً.
بعد ذلك يأتي الجد بعد انتهاء «اللعب».
وتبدأ رحلة قاسية من تراجع المبيعات لا يفهم اسبابها من دخلوا هذه السوق بلا دراسات ولا فهم لطبيعة القطاع الذي يعملون فيه.

إحصائيات
وكشفت إحصائية صادرة من وزارة التجارة والصناعة، حصلت القبس عليها، ان الكويت شهدت عمليات تأسيس مطاعم خلال السنوات الخمس الماضية ما يفوق اعداد المطاعم التي تم تأسيسها منذ استقلال الكويت وحتى عام 2013.
وبينت الارقام انه خلال الاعوام من 2014 وحتى مطلع ديسمبر 2018، قامت وزارة التجارة بتسجيل 4237 رخصة تجارية لمطاعم في الكويت، وخلال عام 2018 شهدت الرخص التجارية للمطاعم نموا بنسبة %16 بالمقارنة بعام 2017.
واشارت الى ان نشاط المطاعم يستحوذ على %70.6 من سوق الانشطة الاخرى التي تقدم الاطعمة والأغذية والتجهيزات الغذائية والتي وصل عدد رخصها المستخرج حتى مطلع ديسمبر الجاري الى 6 الاف رخصة تجارية.
وأكدت الارقام ان %24 أتت لمصلحة نشاط المأكولات الخفيفة التي شهدت عمليات تأسيسها نمواً كبيراً في عام 2018 بلغ %53 بالمقارنة مع عام 2017.
اما المرتبة الاقل فكانت في جانب النشاط المزدوج (مطعم ومقهى) بنسبة %5.2، وهذا النشاط من واقع الاحصائيات يتقلص، حيث شهدت رخص تأسيسه انخفاضا لافتا بلغ %76.7 في العام الحالي بالمقارنة مع العام الفائت.
وللتوضيح فإن نشاط المطاعم يختلف عن بقية انشطة الرخص التجارية الاخرى، اذ ان تحضير الطعام يكون داخل مقر المطعم، ومساحته لا تقل عن 25 م2، وهو يختلف عن نشاط المأكولات الخفيفة «الصمون والعصائر»، والفطائر والحلويات، والنشاط المزدوج مطعم ومقهى.
وقدر عدد من ملاك المطاعم ان عمليات تأسيس مطعم صغير او متوسط الحجم في الكويت تحتاج الى رأسمال ما بين 20 الى 120 الف دينار كويتي، وذلك بحسب نوع المطعم وجودة منتجاته وحجمه ومقره.
ويبلغ متوسط ايرادات المطعم الواحد بالحجم المذكور اعلاه ما بين 600 الى 1200 دينار يوميا، وان صافي الارباح المحققة يصل من 10 الى %50، وذلك حسب الموقع والاقبال والتميز وغيرها من العوامل، وبناء على هذه النسب فان متوسط المبيعات المجمعة لهذا النشاط التجاري وحده قد يصل الى 1.22 مليار دينار سنويا.
وعن هذا التفاوت في الارقام، اوضحت المصادر ان بعض المطاعم الجديدة تفتقد الى مهنية التسعير والمبيعات، اذ ان عملية تسعير المنتج في غالبية المطاعم الجديدة تبنى على قيمة نفس المنتج في مطعم مشابه له، وليس على التكلفة التجارية المعروفة لكل حالة على حدة. واكد معنيون ان خدمة توصيل الطلبات عبر وسيلة نقل خاصة بهم او عن طريق الشركات التي تقدم هذه الخدمة تساهم في زيادة مبيعاتهم بنسبة متباينة تتحرك ما بين 40 الى %70 بحسب نوع المطعم وشهرته.
وتوقعت مصادر عليمة الا تستمر عملية تأسيس المطاعم الجديدة بهذه الوتيرة التصاعدية الكبيرة، وسيخرج عدد من تلك المطاعم من السوق، ولن يبقى الا اصحاب النفس الطويل بالاستثمار والمنتجات ذات الجودة العالية.

ثقافة مجتمعية في الكويت
وأكد عدد من ملاك المطاعم الجديدة لـ القبس أن ارتياد المطاعم أو الشراء منها تجاوز مرحلة الظاهر، وأصبح جزءاً من الثقافة المجتمعية في الكويت، إذ ان من %60 إلى %70 من الأسر الكويتية لديها فرد أو فردان على الأقل يطلبان يومياً أو أسبوعياً وجبة أو يذهبان لتناول الطعام في مطعم.
وبيّنوا أن من ساهم في تكريس هذه الثقافة عدة أمور، ومنها «البحث عن الراحة وسرعة تنفيذ الطلب، وتأثير الإعلانات التجارية في الشوارع أو التواصل الاجتماعي أو الشبكة العنكبوتية بشكل عام»، والنقطة الأخير والأهم هي أن كل فرد في الكويت تقريباً سواء كان صغيراً أو كبيراً لديه موبايل أو آيباد أو لاب توب مزود بالإنترنت، وأي برنامج يتم الدخول إليه عبر هذه الأجهزة يجد المستخدم أمامه كما من إعلانات المأكولات والمطاعم، أو إعلانا يخص شركة توصيل طلبات مطاعم ويتم نشر هذه الإعلانات بطريقة مبتكرة وجاذبة.
وأضافت المصادر المطلعة أن طالب الوجبة يرى أن الطلب من المطعم يعتبر بالنسبة له توفيراً لوقته، كما أن الأطفال والمراهقين أصبح لديهم ذوقهم الخاص، ورأيهم في نوعية الأكل الذي يريدون تناوله، وربما انتهت ثقافة إجبارهم على أكل وجبة معينة على حسب مزاج الأم أو الأب مثلما كان يحدث مع الجيل السابق!
وزيادة على ذلك، هناك سهولة الوصول لأماكن المطاعم في الكويت، التي يتخذ عدد منها أماكن مميزة في مجمعات تجارية راقية، بالإضافة إلى تنوعها، حيث ان الكويت حافلة بمطاعم عالمية ومعروفة خارجياً، وهناك أكثر من مجمع مطاعم في عدة مناطق.
والمطاعم في الكويت تلبي كل الأذواق سواء من أراد الأكلات السريعة، أو «مأكولات الدايت» التي دخلت إلى السوق بقوة خلال السنوات الثلاث الماضية.
والميزة الأهم أنها قريبة من السكن الخاص لمن يريد الذهاب إليها، وتعتبر نوعاً من أنواع السياحة الداخلية، وبالنسبة لطلبات المنازل فهي تصل في أقل من ساعة إلى حيث ما يكون الطالب.

سوق موازية كبيرة
أكد عدد من أصحاب المطاعم أن هناك سوقاً موازية كبيرة تعمل في المنازل من دون تراخيص تجارية، ورغم أن تلك السوق كبيرة فإنها لا تؤثر كثيراً على مبيعات المطاعم الرسمية. وتختص غالبية هذه «المطابخ» إن صح التعبير بمأكولات تتعلق بالأكلات الكويتية التقليدية وطبقها الرئيسي «العيش واللحم والسمك والتشريب» فضلاً عن اختصاصات أخرى غير كويتية.

الكويت الأولى عالمياً في الطعام التالف

أكدت إحصائية حديثة صادرة عن جهات خيرية رائدة في الكويت أن نسبة الطعام «التالف» أو غير المأكول في المطاعم الكويتية، وبالتحديد من المواطن الكويتي تصل إلى من %40 إلى %45 من الطبق المطلوب، وهذه نسبة كبيرة جداً، ويمكن أن تصنف الكويت الأولى عالمياً من حيث عدم إكمال طالب الوجبة لطعامه. وأرجعت الدراسة ذلك إلى 4 أسباب:
أن طالب الوجبة إما أنه يطلب أكثر من حاجته، أو يعتبر من «الإتيكيت» (غير المفهوم لماذا) أن يبقي على نصف الوجبة، دون ان يأكلها «خجلاً» من الجالسين حوله في طاولات المطاعم، أو أن يكون إعلان المطعم الذي أتى به للتجربة لا يمت لتوقعاته بصلة.
وهناك ايضاً سبب الترفيه والميل للتبذير الذي بات يتأصل في نفوس البعض.

القبس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock