كتاب أكاديميا

م. محمد بن خواش يكتب: ‎البيروقراطية

مصطلح ظهر في ألمانيا أواخر القرن التاسع عشر  وهو (البيروقراطية)، وهي نظرية تدعو إلى تطبيق القوانين بحذافيرها لضبط سير العمل.

انتشر مفهوم البيروقراطية على يد عالم الاجتماع والفيلسوف ماكس فيبر (1864-1920)، والبيروقراطية تعطي كافة الصلاحيات لرأس الهيكل التنظيمي لأي مؤسسة أو إدارة، في حين أن المستويات الدنيا من الهيكل التنظيمي لاتملك أي صلاحيات إلا عن طريق التفويض، والمعنى الحرفي لمصطلح بيروقراطية هو حكم المكاتب.

البيروقراطية ، هي تنظيم يسير وفق قوانين وسياسات و إجراءات متشابكة، يلتزم بها الموظف أثناء تأديت عمله بشكل صارم، مما يولد روتين قاتل وبطئ في إنجاز العمل، وتكون طرق الاتصال فيه ذات طابع رسمي، بحيث يتم التعامل بين المستويات الإدارية المختلفة من جهة، و بين الموظفين و الجمهور من جهة أخرى، وفق هذا الأسلوب من الاتصال الرسمي، مما يجعله نظاما أقرب إلى التعذيب منه إلى التنظيم، هذا التطبيق أفقد هذه النظرية الهدف الأساسي من وجودها ألا وهو تنظيم آلية العمل، فقد أصبح الموظف والمراجع يعانيان على حدٍ سواء، فالموظف يصطدم بقوانين إدارية تراتبية بالية تقيد حركته، والمراجع يضطر أيضاً للتعامل مع هذه القوانين فيحتاج إلى أشهر لإجراء معاملة حكومية أو استخراج شهادة معينة.

ومن الجدير بالذكر بأن للبيروقراطية عدة جوانب إيجابية لكن يؤسفني بأننا في الكويت وفي العديد من الدول العربية قد أسرفنا بتطبيق هذه النظرية، لا بل طورنا من هذه النظرية بشكل سلبي،

في الأونة الأخيره توجد بعض الإجراءت الإصلاحية الخجولة من قبل حكومتنا لتقليص آثار البيروقراطية، إلا أن واقع الحال لا يزال غير مرضي.

البيروقراطية بتطبيقنا القبيح لها أصبحت هي العصى التي تعيق دولاب التنمية عن الدوران، ومع الأسف نحن في الكويت أكثر دول مجلس التعاون الخليجي تطبيقاً لهذا النظام وبشكله الخاطئ.

‎المهندس محمد بن خواش

Email: [email protected]

Twitter: @mrq8i11

Instagram: mr_q8i111

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock