كتاب أكاديميا

ناصر العميان يكتب: عزيزي المواطن .. مع التحية

” القناعة كنزٌ لا يٓفنى ” .. من منّا لا يعرف هذه المقولة اعزائي المواطنين ؟ كلنا يعرفها بالتأكيد وكلنا قد سمعناها وترددت في آذانِنا كثيراً ، ولكن من منّا اقتدى بها وجعلها ركيزةً في حياته اليومية ؟

انّ من اعظم نعم الله تعالى على عباده ، هي نعمة الأمن والأمآن والاستقرار ، ولله الفضل والمنّه نحن كمواطنين كويتيّين نحظى بهذه النعمه في بلادنا الحبيبه ، ومع هذا ترى الكثير من المواطنين يتذمرون في وسائل التواصل الإجتماعيّ او ( الديوانيات ) او اماكن العمل عن حال بلادنا الكويت وعن إهمال الشوارع وعن التأخير في توزيع القسائم السكنية لهم ، وأنا لا أنكر هذا التقصير الحاصل في بعض الجهات في دولتنا الغاليه ، إنما أُناصح إخواني المواطنين بالكفّ عن التذمّر والإتجاه الى الحمد والشكر للحاله المعيشيه التي هم فيها .

فنحن ولله الحمد نعيش في دولةٍ كثُرت فيها المساجد واماكن العبادات ، ونحن في دولةٍ وفّرت لنا المستوصفات والمستشفيات التي تعالج مرضانا سواءً كانت امراضهم مُزمنةً او كانت مؤقته ، ونحن في بلدٍ يصل متوسط دخل الفرد فيه الى ١٣٠٠ دينار ، والكثير من النعم التي لاتعدّ ولاتحصى .. الا تستحق هذه النعم منا التوجه بالشكر الى الله – سبحانه وتعالى – ثم الى أميرنا الشيخ صباح الأحمد الصباح – حفظه الله – والى قيادته الحكيمه !

أخي المواطن ، عندما اطلب منك الشكر للحال التي تعيش فيها واطلب منك القناعه والرضى برزقك ، فأنا لم اتحدث من فراغ ، إنما قرأت وشاهدت الكثير من الدول والحضارات التي هُدمت بعد أن كانت عظيمة وتحولت الى رمادٍ وركام ، وكلّ ذلك كان بسبب عدم الشكر لله تعالى والاقتناع بما كان لديهم . وابسط مثالٍ اذكره لك هو ماذكره الله – سبحانه وتعالى – في محكمِ تنزيله : {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} . ويقصد بالكُفر هنا هو عكس الشّكر ، وهو مرادفٌ بالمعنى للتذمّر .

ختاماً عزيزي المواطن .. لا يستطيع احدٌ منّا التشكيك في حب ابناء هذه الارض الطيبّه لأرضهم وبلدهم ، ولا بوفائهم لها ، وانا اعلم ومتيقنٌ تماماً من ان التذمّر الذي ذكرتٌه لم يٓنتُج الاّ رغبةً من ابناء هذه البلد الى ان تكون بلادهم افضل البلدان في العالم وان تكون درةً للخليج بل ودرةً لهذا العالم ، ولكن اخي القارئ صدّقني انّ التذمر لن يعمّر الكويت ولن يجعلها افضل مماهي فيه ، ولكن الاجتهاد في العمل والشكر للنعم هو ما سيعمّر الكويت وسيحافظ لنا على وطننا الغالي.. حفظ الله الكويت وشعبها واميرها من كل مكروه ، وأدام الله علينا نعمه العظيمة . 

ناصر العميان 

@N__Al3azmii

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock