زينب الفضلي تكتب: حين تنكسر أنفسنا … من ينقذها ؟
الإنسان بطبيعته تمرُ عليه أيام يصبح بها مُجرد من الأملِ، وإنه يأس من الحياة كزهرۃٍ يابسةٍ.. فمنا يتجاوزها، ومنا يبقى عليها ينتظر من يسقيهِ ويقويهِ في هذا الزمن الذي أصبح لا أحد يعرف عن أحداً شيء
فَتجلس تَنتظر أيام وشهور وربما يتعدى الأمر إلى سنة لكي تتخلص من اليأس والظلام ،،
فتهمل كل زوايا الحياة لا تلتفت ﻷي ثُقب من النور وتجد بِنفسك تعاني من القلق والخوف والهروب من المستقبل والواقع وأن لا جديد سيتغير بحياتكَ، بل ترى الخوف والقلق بِأبسط الأشياء حتى عند حديثكَ مع الناس، فتُحطم دوافعكَ في خوض أي تجربة في حياتكَ ..
تُطاردك الأسئلة الكثيرة طيلة هذه الأيام،
فترى صحتك فُقدت، وقوامكَ ذُبل، فأصبحت هزيل أي شيء يكسرك.
وتبقى الأسئلة تُراودك عِندما ترى وجهك بالمرآة أو عِندما يسألك صديقاً عزيز عليك لم يراكَ مُنذ زمن
مالذي حصل بِك ؟
وما هذا الشحوب بين عينيك ؟
والجفاف في مبسمك ؟
والسكوت في نبرتك ؟
ولا تجيد الرد ﻷنك أنت أيضاً تَسأل نفسك … لا أعلم ما بي؟
ومالذي أدى بي إلى هذا الذبول ؟
ومن الذي سينقذني ؟
فلا تجد الإجابة في نفسكَ.
سألت نفسكَ وقلبكَ مراراً و تكراراً و لم يجيدانِ الجواب.
فتنام وتأتي أيام مُتشابهات لا يوجد لهن زمناً للإنتهاء.
تُشتت أحلامك وتُضيعها وتُتركها بِأمكنتها القديمة التي من المُفترض يَأتي زَرعها مع الأيام الآتية ..
ويبقى سؤال لم تسألهُ
لشيء أنعمهُ الله عليك يَنبع لك بالتفكير وهو عقلك
سألتهُ فرأيتهُ مُمتلئ بِأكوام من الأفكار السلبية التي تَخزنت بِعقلك الباطن طيلة تلك الفترة التي نَمت بفكرةٍ سلبية واحدة وتكاثرت فيك وحَطمت القوة الإيجابية بِك.
هل عقلك يستحق كل هذا التعب والمشقة بأفكار مُتلاشية، تمتص رحيق الأمل والإيجابية وتتركك يائس لا تعرف الطريق والهدوء.
أي فكرة تَضعها في ذهنك سواء كانت سلبية او إيجابية تمرُ بمراحل
من (تركيز) إلى (إحساس) ثم إلى (سلوك)، فتُسيطر هذه الفكرة عليك وتُصبح طبعك وسلوكك فهي أما تُرفعك نحو الإيجابية وأما أن تُسقطك في وَهل دونَ نهوض حسب نوع فكرتك.
الفكرۃ كالبذور إذا زرعتها تُعطيك محصول من نفس النوع.
مثلاً إذا زرعت فكرۃَ إنك إنسان ناجح ومُتفائل فَسوف تحصل على محصولك وهو النجاح والتفاؤل.
ففكرة سلبية واحدة لم تُحذفها في سلة المُهملات أتت لعقلكَ وأثرت فيك وأدت إلى الخوف والقلق واليأس ..
وأيضاً الفكرة تُؤثر على صورتكَ الذاتية، فالشخص الواثق من نفسهِ لا ترى منه سوى سلوك أفكاره، فالسلوك هو تطبيق لنتائج الفكرة التي وضعها في ذهنه، فهو وضع في ذهنه أنه واثق من نفسه وقادر أن يواجه كل الصعوبات والمشاكل دون خوف، بل بقوة واطمئنان وثقافة
الفكرة هي قرارك أما أن تعيش سعيد أو حزين، فلما تُهدي لنفسك فكرة جميلة هذا معناه أنت قررت أن تُشرق الشمس والأمل على روحك، فتمرُ الفكرة بِذهنك إلى (تركيزك) على كل تفاصيلها الإيجابية وأحداثها ومن ثم تعيش (بإحساسك) هذه الفكرة وتتطبع نتائجها الجميلة بك ويصبح واقع تعيش به في (سلوكك)،
أن أهملت أفكارك وسمحت ﻷي فكرة سلبية أن تدخل في عقلك، فهذا يعني أنك تركت قلبك وروحك المُبتهجة ﻷفكار ذهنك دون ضبط لها.
وأيضاً عليك أن تحافظ على أفكارك الإيجابية ولا تجعلها مسموحة للأشخاص السلبيين، ابتعد عنهم ففي أفكارهم عدوى لا تختلط بهم وتُدمر أفكارك.
حاول من اليوم أن تغير أفكارك لتغير حياتك فإن غيرت حياتك للأفضل فهذا يعني إنك إنسان قوي واثق بعطاء ربهِ، فقد قال تعالى: ” إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ”.
نحن كبشر لا أحد يعلم عن أحداً شيء، ربما نجد من يساعدنا في حل مشاكلنا بالحياة، ولكن كمشكلة مع نفسك لن تَجد من يساعدك، فالكل سيهمُلك، لإنه الكل يبحث عن سعادته فلا يعنيهم ماهو حالك ؟
فلا تنتظر من ينقذك ولا تمسك بيد أحد، فقط تمسك بالذي خلقك فهو الذي خلق الأمل الذي جعلنا لا نشعر بوجودهِ ولا نطمئن إلا حين نذكره.