سوسن ابراهيم تكتب: المرأة السعودية ورفع الحظر
رُؤية 2030 وَعدت الشعب السعودي بالعديد من التطورات والرخاء، المزيد من القرارات والكثير من التعديلات. بدأت رؤية ولي العهد محمد بن سلمان بالتحقق وبدأت بإعطاء المرأة السعودية حريتها وحقوقها. من أبسط حقوق المرأة منذ عصر الانفتاح كان قيادتها للمركبات. ولكنّ المملكة العربية السعودية أخذت اتجاهات مختلفة منذ ذلك الوقت. حيثُ تمسكت بالعادات والتقاليد بحذافيرها فمنعت المرأة من القيادة، فتصرفت السعودية حيال المرأة كالرجل الغيور المتعصب، فرسخت نظرة تباينت لدى العديد من العائلات والقبائل السعودية حتى حتّمت بعدم إمكانية المرأة من القيادة، في حين أنها سمحت بأن يقودها أجنبي متناسية الخلوة بينهما والتي حرّمها الله أشد التحريم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ) رواه البخاري (1862) ومسلم (1341)، وقوله: (لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ) رواه الترمذي (1171) وصححه الألباني في صحيح الترمذي.
فما كان للنساء إلا أن يبقين عقودا ً عديدة بلا قدرة على تحررهن التحرر الذي يمّكنهن من الاستقلال بأنفسهن تعقلا ً وتفكرا ً بالمستقبل وما يحمل معه من ظروف، فقد تُصبح يتيمة، أرملة أو مطلقة فلا يكون بإرادتها أن تتخلى أو تبقى بلا سائق يُعينها على تبعات الطريق وحر الخليج. لقد أصبحت قيادة المركبات مطلب مهم وأساسي في حياة المرأة السعودية فما لبثت أن أصبحت إحدى غاياتها التي تطمح إلي تحقيقها، “فكل ممنوع مرغوب”. وكما ذكرتُ سابقا ً في مطلع المقال؛ بأن قرار قيادة المرأة كان من قرارت رؤية 2030 التي كانت من بداياتها إعطاء المرأة فرصة القيادة وإن كان بالأحرى حقا ً من حقوقها المهدورة. وللقرار آثار وأبعاد عديدة ومختلفة منها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية و”السياسية” كذلك.
السعوديات لسن قادرات على قيادة المركبات فحسب بل وعلى قيادة أكبر المشاريع وأضخمها والأمثلة على ذلك تطول. ومع ذلك تبقى المرأة أينما كانت العنصر الأهم في المجتمع بل وأساسه المتين؛ وإعطائها حقوقها كاملة يُعد الحجر الأساس في ارتقاء المجتمع وازدهاره.
سوسن إبراهيم محمد