كتاب أكاديميا

“التعليم عن بعد” حل لأزمات التعليم العالي في الكويت 

  

في إشراقة العصر الحديث والتكنولوجيا أصبحت الأمور الدراسية أسهل وأسرع وجذابة بشكل أكبر من الطرق التقليدية؛ وليس كما اعتاد البعض أن الدراسة تكون بطريقة تقليدية تشترط وجود المعلم أمام الطالب، حيث أصبح هناك طرق ميسرة وأسهل من هذه الطريقة وتمكن الكثير من الطلبة على إنهاء مراحل دراسية وهم في منازلنهم، ألا وهي “التعليم عن بعد” الذي ساهم في تخريج أجيال عديدة وتخفيف مشكلات دراسية كثيرة. 
التعليم عن بعد أحد أحدث الطرق الدراسية حديثاً، حيث يكون البعد في المسافة بين المعلم والطالب والفصل شبة تام طيلة سنوات الدراسة، ويتم استخدام أحدث أنواع التكنولوجيا لتسهيل التواصل فيما بين الطالب والمعلم؛ وفي هذه الطريقة التعليمية يتعلم الطالب كيف يعتمد على نفسه في فهم الدروس أكثر. كما يستطيع التعليم عن بعد أن يحسن من نوعية التعليم بتسريع عملية نقل المعلومات، كما أنه يحل بعض المشاكل التي تواجه الجامعات عن طريق تزويدها باقتصاديات الحجم، وكذلك تستطيع الجامعة أن تميز نفسها عن طريق المرونة ومواكبة أحدث الطرق الحديثة في التعليم، بالإضافة إلى أن الأجهزة الحكومية تستطيع تخفيض تكلفة إعادة تدريب العاطلين عن العمل هيكلياً.
السؤال: لما لا يتم اعتماد التعليم عن بعد وتطبيقه في الكويت؟
أغلب دول العالم تعتمد هذه الطريقة الحديثة في التعليم لما لها من مميزات ونتائج عديدة، أما في دولة الكويت فلا يوجد اعتراف بالتعليم عن بعد ولم يلقى هذا الجانب اهتماماً؛ بعكس المملكة العربية السعودية، حيث أشاد وزير التعليم العالي – الدكتور عزام الدخيل – بتجربة تعليم جازان في مجال التعليم الإلكتروني عن بعد مؤكداً أهمية التقنية الحديثة والتعليم الإلكتروني في خدمة الطلاب والمجتمع التعليمي. كما ناقش الدخيل مع عيسى الحكمي مدير التعليم بالمنطقة خلال الزيارة إمكانية توظيف الاستديو التعليمي بجازان لخدمة طلاب مدارس الحد الجنوبي في المجال التقني والالكتروني بالإضافة إلى رصد إبداعات ومواهب طلاب مدارس الشريط الحدودي بجازان.

هذا الجانب يجب أن يلقى اهتمام أكثر ويتم تطبيقه في الكويت، كما أنه سيساهم في حل أزمات تعليمية كثيرة، أبرزها قضية الشعب المغلقة، ومشكلة الكثافة الطلابية في مؤسسات التعليم العالي، حيث يتم تأجيل قبول الطلبة بسبب عدم مقدرة جامعاتنا لاستيعاب أعداد الخريجين من التعليم العام.
مشكلة الشعب المغلقة هي السيناريو المتكرر كل فصل دراسي، والتي تثير قلق وغضب الطلبة خصوصاً الخريجين، وارتفاع معدل توترهم خوفاً من التأخير في التخرج بسبب إغلاق الشعب الدراسية. وفي كل فصل دراسي يتم إثارة الجدل والنقاشات حول هذه المشكلة وتعج الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي بمناقشة هذه القضية والمطالبة بشعب ومواد دراسية، لكن كل ذلك دون جدوى ودون التوصل إلى حل يحل الأزمة المتكررة. الحل الأمثل لهذه المشكلة هو وضع وإتاحة “التعليم عن بعد” للطلبة الخريجين، تجنباً لتأخيرهم في التخرج وتعطيل مشوار حياتهم، وكذلك من أجل ضمان سير جودة العمل بشكل مستمر وعدم تكدس الطلبة في المؤسسات التعليمية وعرقلة تنمية البلد، فنحن نحتاج إلى طاقات شبابية ويجب العمل جيداً من أجل تذليل الصعاب وتيسير طريق التخرج لأبناءنا حتى يمدون يد العون في تنمية الوطن ووجود التعليم عن بعد في مؤسساتنا التعليمية سوف يحل أزمة الشعب بالإضافة إلى مشكلة قبول الطلبة في مختلف الكليات؛ وبذلك نكون قد أتينا بحل متوسط ومواكب لعصرنا، ويساهم في رقي وتطور مؤسسات الدولة التعليمية.

قلم: طالبة تربوية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock