كتاب أكاديميا

أ.عائشة المشعان تكتب : الهدف و الوسيلة

 

بسم الله و الحمد لله , و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم و على آله و أصحابه و السالكين سبيله..

عند وضوح الرؤية يتحدد الهدف و بتحديد الهدف يتحدد المسار , هكذا المسلم العامل , يصدر قراراته من بصيرة مشعة هدفها مرضاة الله و الفوز بالجنة , ليستهلك الوسائل تلو الأخرى , معمقا هدفه النهائي, و مقزما وسائله , ليسير بخطوات ثابتة متقدمة متزنة إلى مراده , لا يشغله شاغل , ولا يعيقه عائق , فالوقت قصير , و التكليف كبير , و لا شيء يستحق إعاقة المسار إلى السرمد الطيب في (( ما لا عين رأت و لا أذن سمعت , ولا خطر على قلب بشر )) منتبها ألا يعملق الوسيلة على حساب الهدف فيشل حركته ليكون في حالة (( مكانك سر )) فلا يتقدم إلى الهدف المنشود المخطط له في بداية المسار ليبدأ الضياع المركب على مستوى الذات و على مستوى العاجلة و الآجلة.

و من فوائد الإيجابية لتحديد الهدف السوي ووسائله السوية تصغير المشكلة التي تواجه السائر على الطريق , و تجنب وضع المكبر عليها , بل مقارنة أهمية الوقوف عندهابأهمية استمرارية المسار إلى منشوده , متيقنا أن اللحظة الزمنية هي أغلى رأسمال يملكه – بعد توحيد الله تعالى – فإذا ضاعت و لم تستثمر في أقصاها عجز عن استرجاعها و تعويضها . و من هذه النظرة الاستثمارية للحياة يرى العامل القائد كبر المشكلة و عظم العائق تافها , و صغيرا أمام مهمته التكليفية بعمران الأرض و نشر الخير في كل زمان و مكان مستهدفا رضى الله تعالى و الفوز بالجنة , و هكذا تذوب العراقيل بتصغيرها أولا في نفوسنا ثم وضع حلول مناسبة لها في واقع الحياة , على حين أن معملق الوسيلة يكبر المشكلة في حالته الساكنة اللاتقدمية و يقزم قدرته على الحل فيضخم حجم المشكلة لتفوق قدرته و يتوهم العجز حتى يصدقه و يحوله إلى حقيقة .

أ. عائشة المشعان
قسم الادارة المكتبية
المعهد العالي للخدمات الادارية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock