كتاب أكاديميا

إدارة الذات حاجة وجودية | كتب: أ. علي حسين

 الباحث التربوي: أ.علي حسنأن تكبر بالعمر فهو أمر إجباري وحتمي، أما أن تكبر بالعقل فهو أمر اختياري، وهذا يعني أنه علينا أن نحرص على أن نرتقي بذاتنا وعقولنا حتى نصل لدرجة النضج الفكري، وعليك كذلك أن لا تستهين بنفسك وقدراتك وبقيمتك، فأنت قادر أن تكون قدوة للآخرين في أحد جوانب ومجالات الحياة التي تتميز بها عن غيرك كأخلاقك أو شخصيتك أو علمك وفكرك وثقافتك أو حسن تربيتك والتي هي دليل صلاحك أنت وأسرتك أو رقي تعاملك واحترامك لذاتك وللآخرين، القضية برمتها ترجع لقرارك أنت، ماذا تريد أن تكون وفي أي خانة تريد أن تصنف نفسك، فللتميز مفتاح ألا وهو إدارة الذات. واعلم أنه أعظم خيانة هي خيانة الذات، فالإنسان الفاشل هو من يفكر دون أن يعمل وكذلك الذي يعمل دون أن يفكر وأيضا الفاشل ليس من يحاول ويجرب ثم يفشل ولكنه الشخص الذي لا يستفيد من أخطائه ولكنه يكررها مرارا في كل تجربة أو موقف مماثل. وإياك من الضجر بسبب تزاحم الأعمال المنوطة بك، فحتما لا يوجــد وقت كاف لعمل كل شي، تقبل هذه الحقيقة ببساطة فحياتنا أصبحت سريعة الرتم مليئة بالمشاغل، بحكم تزاحم جدولنا اليومي بالكثير من الأمور الأسرية والاجتماعية والدراسية بالنسبة للطلبة والعملية بالنسبة للموظفين، والارتباطات والالتزامات مع الأصدقاء والأنشطة الرياضية، ناهيك عن المستجدات العصرية والتكنولوجية مثل وسائل التواصل الاجتماعي كتويتر والواتساب والانستغرام والقنوات الفضائية، فمن الضروري والحكمة الـتركيز على الأشياء الأكثر أهمية ومن ثم الأقل أهمية فالأقل وهكذا، وإذا فعلت ذلك في كل من عملك وحياتك الشخصية، فإنك ستنجز أكثر بحسن إدارتك لذاتك وإدارة الوقت.رائعة تلك الحياة التي تكون مفعمة بالحيوية والنشاط والفاعلية إذا أحسنا استغلال وقتنا وأنشطتنا بما يخدم ذاتنا ويطور من مداركنا، تحيط بنا تزاحم المسئوليات بعنف تام ونحتاج إلى ممارسات تجول بخلجات الصدر ونسمو أحيانا بالكلمة والعمل وأحيانا أخرى تسمو هي بنا، عظيمٌ هو عالم التفكير وإدارة الذات وحسن استغلال أوقاتنا ولحظات حياتنا عندما نجتاز مرحلة الرتابة والروتين إلى مرحلة الحكمة والتبصر والرغبة في التميز والانجاز والإبداع. فعليك أن ترتقي بذاتك وتسمو بنفسك بشكل صحيح، فهناك كثيرون على مستوى العالم ارتقوا سلم المجد إما على أكتاف أصدقائهم، أو على جماجم أعدائهم، فعليك أن لا تجعل ارتقائك مضرة للآخرين بل سعادة لك ولهم. فالحياة مليئة بالمتطلبات والتفاصيل، وعلينا ممارسة ما هو مفيد في حياتنا، وهنا لا أقصد معاقبة الهوايات وسجن الرغبات وحرمان النفس من ملذات الحياة، ولكني أعني الحرص على العمل ذو المردود الايجابي للنفس البشرية، وهي أن يلتصق اسمك بكل ما هو راقي وأن تلبس ثوب الحكمة والاحترام فمثلا دعم المعلوماتية بالقراءة والامتثال بالمثل العليا في القدوة والوصول إلى مستوى راقي من القيم. وتثقيف وتوعية النفس، ويمكنك الانخراط مع فريق تطوعي لخدمة المجتمع، وممارسة الهوايات، والابتعاد عن البحث عن لفت الأنظار بانتظار رأي الآخرين فينا، فهدفك هو كيف تسعد نفسك وليس انتظار حكم الآخرين بسعادتك، فأنت من تسعى للنجاح وليس هم.فكر بإيجابية وحدد هدفك المعقول في حدود إمكانياتك، واتخذ القرار بالعمل جاهدا لتحقيقه، وكن واثقا بذاتك، وتقبل عيوب وتبعات إنتاجك وقراراتك لأنها طبيعة بشرية فمن غير المفيد لوم نفسك إذا لم يحالفك حظ النجاح بل أعد التفكير في محاولاتك الفاشلة السابقة، وحاول تلافي السلبيات وقيم خطوات عملك، وشجع نفسك بنفسك ولا تنتظر الإطراء من الآخرين لأنك قد لا تحصل عليه رغما عن تميزك ونجاحك وإبداعك بسبب الغيرة أو الحقد أو بسبب محاربة النجاح.كم أثر فيني موقف حدث قبل عدة سنوات ففي نفس الليلة كانت هناك أسرة تحتفل مع أحد أبنائها بتفوقه وتخرجه بأجواء تملؤها البهجة والفرح وأحلام التخطيط للمستقبل الزاهر، وهناك أسرة أخرى في نفس الليلة تجوب المخافر ويبحث الأب عن واسطة ومساعدة لابنه الذي ارتكب جريمة شنيعة، بكل بساطة سعادتك وسعادة أهلك مرتبطة بقرار منك، فهل تريد أن تكون سبب لسعادة الآخرين أم تفضل أن تكون نذير شؤم وتعاسة لمن هم حولك. كل هذا يعتمد على قرار نابع من ذاتك، فقدس ذاتك وأكرمها وابتغ مرضاة ربك ووالديك وأعز نفسك بحسن تدبيرك لأمورك في جانب الخير والنجاح.يقول إيكارت: إذا لم تتحمل مسؤولية وعيك، فأنت بالضرورة لا تتحمل مسؤولية حياتك. وقد قيل سابقا: «الأشياء الجميلة بداخلنا وليست في الأحداث، فعندما نمتلك عيناً جميلة فنحن نرى كل شيء جميلاً، وعندما نمتلك نفسا ًواعية فسنسعى لتحقيق المزيد والمزيد من النجاح».ولهذا فإن أردت النجاح والوصول لتحقيق أهدافك وإن أردت أن تصل للشعور بالرضا الذاتي عليك بحسن إدارة ذاتك تلك هي البداية. 


займ на карту быстро

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock