كتاب أكاديميا

علي البغلي يكتب: متى تُعدل كتبُنا التي أُعدت في ليلٍ داعشي؟!

والكتب المعنية هي الكتب المدرسية، والليل الداعشي الذي أدخلت فيه بعض العبارات والأفكار هو تعبير ليس لي، لكنه لخبير تربوي أردني.. وهذا الاصطلاح أطلقه في وجه الانتقادات التي واجهت عملية تنقيح المناهج الدراسية الأردنية لعام 2016، بحذف بعض العبارات، مما يحض الطالب على كراهية الآخر، وبث روح الإرهاب فيه.. الانتقادات المريرة لهذه العملية التنقيحية قادتها – كالعادة – ما يسمى بجبهة العمل الإسلامي، وهي الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين (الأردنية)، وكذلك نقابة المعلمين التي يسيطر عليها كذلك تيارات أصولية محافظة.

وقد ردت الحكومة الأردنية بلسان أحد وزرائها على الحملة المضادة الشرسة لتنقيح المناهج الدراسية بالقول «إن المناهج يجب أن تعلم الطلبة الحب والتجانس، لا أن يحمل السيف والقنبلة والمسدس ويبدأ بالقتل، فأنت تعيد النظر في المناهج لأنك تعلم طفلاً في الصف الرابع الابتدائي.. فاقتلوهم! لماذا أبدأ به؟! يجب أن أعلم الطلبة الحب والتجانس ولا أعلمه أن يحمل السيف ويبدأ بالقتل».

نقابة المعلمين اعتبرت التعديل اعتداءً فاضحاً على العادات والتقاليد.. وهي الاسطوانة التي لا يجيد غيرها أمثالهم! في حين قال خبير تربوي إن «لجاناً تقليدية أقرت المناهج السابقة التي لم تراعِ حقوق الإنسان أو المواطنة أو المرأة أو حتى المنطق العادي.. وأن التعديلات اقتصرت على انتزاع العبارات الداعشية».

***

ونحن نهدي هذا الخبر لعزيزنا التنويري الدكتور بدر العيسى، وأذكره بوعده أو تعهده لنا بتسمية لجان لتقوم بتنقيح مناهجنا مما شابها من غلو وتطرف وتكفير للآخر، أدخلت في عهد سطوة الأحزاب الأصولية بجميع تلاوينها، ومهادنة الحكومة لها غالباً في المنطقي وغير المنطقي من أمور! فقد درسنا كلنا في مدارس الكويت الحكومية في الخمسينات والستينات وما تلاها من سنوات، وكانت المناهج ذات نفس تسامحي إرشادي معتدل، تحض على محاسن الأخلاق والتآلف، وليس على التفرقة بين البشر، ما يبعث الفرقة والشقاق! لكن وزارة التربية والتعليم العتيدة سكتت بعد ذلك عن هذا الأمر، عندما زأرت بوجهها الأصولية المتشددة، محذرين إياها من المس بمناهجهم غير السوية! لذلك ذكرنا التجربة الأردنية الحديثة الناجحة، لان الحكومة هناك حمّرت العين على أصوليي تلك الدولة، ومضت في ما عزمت عليه لمصلحة مجتمعها وأجيالها القادمة، فبلع الأصوليون لسانهم.. فلماذا لا نقوم بالأمر نفسه، ومتى ننظف مناهجنا من شوائب فكر الليالي الداعشية؟!

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
علي أحمد البغلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock