إذا سلمت فكل الناس قد سلموا | بقلم الشيخة حصة الحمود السالم الصباح
العلاقة بين الحكومة والشعب غالباً وعبر التاريخ تكون مبنية على كم المصالح المتبادلة وخاصة فى المجتمعات التعددية حيث الترقب والحذر والتربص تارة ، والتعاون والتلاحم فى الشدائد تارة أخرى والحق أقول أن إرتباط شعوب منطقة الخليج بحكامهم هو إرتباط فريد من نوعه والعكس صحيح ، وذلك يرجع للقيم العربية الأصيلة وتقديم العُرف و كل ما هو متوارث من قيم نبيلة تجعل الخير فينا باقى ، وإعتزاز المواطن الخليجى بحكامه ومرؤوسيه يبعث على الفخر والتقدير المتبادل وهى نعمة عظيمة نسأل الله أن يديمها علينا
أقول ذلك لما لمسته بنفسى من دعوات وصلوات بأن يمُنّ الله بالشفاء العاجل على سمو الشيخ ناصر صباح الأحمد نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع والذى طار إلى المانيا لإجراء عملية جراحية تكللت بفضل الله بالنجاح
والحقيقة أن أبو عبدالله من الشخصيات المحبوبة والمؤثرة فى نفوس الكويتيين لما يبذله من جهود مشكورة لكى تبقى الكويت رائدة فى مجالات عديدة و هو الذى كان ولا يزال مستشاراً أميناً صادقاً خبيراً متواضع الخُلُق ذو نظرة فسيحة لمستقبل الكويت وهو الذى يشرف على رؤية 2035 والتى ستكون نقلة إقتصادية جبارة تجعل الكويت تتبوأ مكانة تستحقها بعزيمة أبنائها ، ولكن نعود مرة أخرى إلى التلاحم الحكومى والشعبى على المستوى الإنسانى ونتدبر جيداً ذلك لنعى أن قوة مجتمعنا تكمن فى المحبة والأخوة والأمنيات الصادقة بالخير الذى يعمنا جميعاً ،
هذا التلاحم الذى ظهر بقوة بعد الغزو العراقى الغاشم وبعد محاولات إيقاع الفتنة المذهبية بين أبناء الشعب الكويتى والتى باءت جميعاً بالفشل ، مع كل حدث إستثنائى يظهر المعدن الحقيقى لأبناء الكويت وتلاحمهم وقت الشدة وهو شئ يبعث على الفخر والطمأنينة فى الحاضر والمستقبل ، أسأل الله تعالى أن يجمعنا ولا يفرقنا وأن يرزقنا الأمن والطمأنينة وأن يشفى مرضانا ويرحم موتانا ويختم بالباقيات الصالحات أعمالنا
وأخيراً أتوجه بشكل شخصى لحضرة صاحب السمو الشيخ ناصر صباح الأحمد بأرق التهانى على نجاح العملية الجراحية وأن يتم شفاءه على خير ليعود لمباشرة أعماله سليماً معافى ولا أقول إلا ما قاله المتنبى لسيف الدولة ( وما أخصك فى بُرءٍ بتهنئة .. إذا سلمت فكل الناس قد سلموا ) والحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات