شوق الحربي تكتب : المرأة والقضاء
حققت المرأة الكويتية نجاحاً في المجال السياسي والقانوني حيث تمَّ اقرار حقها السياسي في حق الإنتخاب وحق الترشيح أيضاً وسعت إلى تحقيق مصلحة البلاد والعدالة ونجحت بأن تكون المرأة الكويتية نموذجاً مشرفاً وأن تكون ناجحة في المجال السياسي وتحولت هذه الإنجازات إلى أن تباشر المرأة حقها في القضاء وقد أثبت التطبيق العلمي نجاح المرأة في مجال القضاء وقد شهد رؤسائها على نجاحها في العمل في السودان وفي أمريكا بحيث أنَّ نسبة القاضيات في بعض الولايات تفوق القضاة الرجال وهذا دليل على أنَّ المرأة لها دور كبير في هذا المجال وأما بالنسبة لإقبال البعض على اعتراض تولي المرأة القضاء خوفاً من تأثير العاطفة عليها، فإن أولاً عمل المرأة في هذا المجال ينحصر في تطبيق القانون المحدد أمامها وثانياً قابلية الحكم للاستئناف والطعن، فبالتالي العاطفة ليس لها سلطة على عمل المرأة وبالنسبة لقول النبي صلى الله عليه وسلم “لن يفلح قوم ولوا أمرهم امراة” إنما هو في الأمر العام الذي هو خلافة بمعنى الإمامة العظمى ، أو رئاسة الدولة وأيضاً أن الصحابيتين الجليلتين الشفاء العدوية وسمراء بنت نهيك باشرتا وظيفة الحسبة زمن الصحابة وبمحضر منهم، والمولي لإحداهما أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وهذا في الزمن الفاضل خیر القرون، ومن غير نكير منهم،والحسبة بها شبه كبير بالقضاء، بل فيها من سلاطة السلطنة، واستطالة الحماة وإنفاذ المحتسب العقوبة بنفسه ويده من تأديب للناس بالسوط ونحوه.. وأيضاً أنَّ سمراء بنت نهيك الأسدية كانت تمر بالأسواق عليها دروغ غليظة وخمار غليظ بيدها سوط تؤدب الناس وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وهذا يعني أنه صحّت ولاية الحسبة من المرأة التي تحققت فيها الأوصاف الشرعية من العلم، والعقل، والفضل، ولم تكن الأنوثة بمانعة لها، فكذلك وظيفة القضاء، فإنها تصح من المرأة إذا كانت مستجمعة للأوصاف والشرائط الشرعية المؤهلة.
كتابة: شوق الحربي