كتاب أكاديميا

سوسن إبراهيم تكتب: نوافذ

 

على زجاج النافذات تُسَطر حِكايات ومواقف تَسرحُ بها بعيدا ً عن عالمك هذا إلى عوالم أخرى. تُعيد فتح الضماد على جِراحِ الماضي القديمة. تُعيدُ أحزاننا سرا ً من غير أن تتعمد على إيقاظ مشاعرنا المُغيبة. ونعيشُ من جديد تلك المشاعر التي اجتاحتنا بالسابق. ومازالت تُسطر نوافذنا حكاياتنا؛ تعيش مرارة تجاربنا وتأملاتنا وانعزالاتنا وتجرب أحيان أفراحنا وأمنياتنا. نشاركها أسرارنا العميقة كصديق عزيز لم يخذل ولم يغب قط.
وتبقى النوافذ المساحة الشفافة التي تفصل بين حيواتنا، وكأنها مصنوعة من زجاج سحري يضم جميع خبايانا. فترى الجميع محدقا ً بها وكأننا جميعنا نشكو بصمت ونثرثر بلا همس. ونضيع هناك كما في ذواتنا.
اتخذنا النوافذ الصديق الوفي وجَهِلنا سبب التصاقنا بها، لعلها تكون مساحة حريتنا، أو لعلها تكون المساحة التي تُخبتُ ما يشتعل في دواخلنا، لعلها تكون مصدر إلهامنا، أو لعلها تكون جواباً لأسئلتنا اللامتناهية ولعلها تكون حافظة أسرارنا وأخبارنا.
كم أتعمد الجلوس بجانب النافذة؛ كي أتمكن من رؤية العالم من حولي وقد أرى نفسي أيضا ً من خلالها.

سوسن إبراهيم محمد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock