كتاب أكاديميا

الموظف الطالب.. من نصدق؟! | كتب: يوسف الشهاب  

حاولت أن أقنع نفسي في سالفة الموظفين الذين حصلوا على مؤهلات علمية وهم في وظائفهم وفوق كراسيهم، ضربت أخماساً في أسداس، ووضعت أكثر من احتمال على حقيقة هذه المؤهلات، وأحقية أولئك الموظفين فيها، واسمحوا لي القول إنني فشلت، وكل ما توصلت إليه أن تلك الشهادات التي حصلوا عليها إما أن تكون مزوّرة، وإما بدفع المقسوم، ولا ثالث لهما.. ومعنى الأمر أن هناك كلمة سر لم تكتشفها الوسائل العلمية الحديثة ولا القديمة.

الحصول على مؤهل دراسي ثانوي أو جامعي أو حتى دبلوم يحتاج إلى الحضور في الفصل، سواء أكان داخل الكويت أو خارجها.. والموظف إذا ما أراد هذه الشهادة، فعليه الالتزام بالضوابط والشروط التي تحددها الجهة العلمية التابع لها في دراسته، وهذا يحتاج إلى تفرغ من الوظيفة، وهو ما لم يتوافر في هذه الفئة من الموظفين الذين كانوا على رأس العمل من دون إجازة دراسية، فمن أين جاءت هذه الشهادة؟ وكيف؟ هل بالمراسلة أم أن الحكاية فيها ما فيها من «خشمك اذنك» كما حال بعض شهادات الدكتوراه التي ادعاها البعض وهم أبعد ما يكونون عنها دراية وعلماً وانتساباً؟!

ساعات العمل الوظيفي محددة باليوم والساعة، وعلى الموظف الالتزام ما دام يأخذ راتباً آخر كل شهر، وعليه مسؤوليات وواجبات وظيفية يعرفها ويدركها. وفي الجانب الآخر، فإن ساعات الحضور الدراسي معروفة من الروضة حتى الثانوية، مروراً بمرحلتي الابتدائية والمتوسطة، كلها داخل الفصول، وساعات المحاضرات تكون في الجامعة، وهذه تفرض على الطالب التواجد فيها، لأنها محددة بالساعات، وهناك عقوبات في الغياب بنسب محددة، بعدها يقال للطالب مع السلامة ليس لك مكان عندنا ما دمت قد تخطيت الخط الأحمر في نسبة الغياب، كل هذه معروفة لدى أولئك الموظفين الذين ادعوا الحصول على المؤهل العلمي وهم على كراسي الوظيفة لا تحليل لدي سوى أن هذا الموظف لم يكن في موقعه الوظيفي، وبالتالي يجب خصم الراتب أو الطرد من الوظيفة إذا ما كان الغياب أكثر من 15 يوماً من دون عذر، وإما أن يكون هذا الموظف لا يعرف طريق الفصل أو المرحلة الدراسية التي يدرس فيها وشهادته التي يدعيها جاءت بطريق مساعدة صديق ولا ثالث لهما.. وفي كل الأحوال، فإن مثل هؤلاء الموظفين هم في خانة التزوير بالمؤهل أو عدم احترام مسؤولية الوظيفة، وفي كلتا الحالتين كل واحدة منهما أمر من الأخرى.

* * *

نغزة

من لا يستحي ولا يضع للضمير أي اعتبار ولا يحترم ذاته، فإنه لا يتردد في انتهاج أي طريق يشعر فيه بالوصول إلى الغاية التي يتطلع إليها، لأن الغاية في نظره تبرر الوسيلة، حتى لو كان فيها سواد وجه.. طال عمرك.

يوسف الشهاب

(القبس)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock