فهد الحيان يكتب: بلد المواقف في زمن التطبيع
في زمن تتراكض فيه الدول للتطبيع مع الكيان الصهيوني في السر والعلن، وفي الوقت الذي يرتكب فيه الصهاينه ابشع الجرائم في حق الانسانيه مع اخواننا الفلسطينيين العزّل نرى الموقف المشرف لدولة الكويت في قضية العرب الاولى على الرغم من صغر مساحة هذا البلد جغرافياً وقلة عدده سكانياً ولكن أبى الا ان يضع له بصمة على المستوى الدولي خصوصاً وان الكويت حالياً لها عضوية مؤقته في مجلس الأمن فأستقلت هذا المكان افضل الاستغلال لنصرة القضية الفلسطينية فقدمت الكويت مشروع لحماية الشعب الفلسطيني الذي يعاني الامرين في هذه الاوقات ووقف المجتمع الدولي اجمع مع المشروع الكويتي بالرغم من اعتراض الولايات المتحدة الامريكية ضد هذا المشروع والتي بدورها استخدمت حق الفيتو لإجهاضه .
وعندما نرجع في التاريخ للوراء نجد ان الموقف الكويتي المشرّف ليس وليد هذه اللحظة ولكنه امتداد لمواقف داعمه للقضية الفلسطينية في بداياتها ، فمنذ بداية الصراع العربي الإسرائيلي عام ١٩٤٨ دعمت الكويت القضية العربية وكان لها السبق عندما كانت ارض الكويت مسقط رأس منظمة التحرير الفلسطينية وقدمت الكويت الدعم المادي والعسكري ايضاً في لواء اليرموك و الجهراء المشاركين في حرب تحرير فلسطين عندما استشهد مجموعة من الجيش الكويتي في هذه الحرب .
وفي يوم الخميس الاسود في الثاني من اغسطس عام ١٩٩٠ عندما قامت القوات العراقية بغزو الكويت وقفت منظمة التحرير الفلسطينية موقف سلبي من هذا الغزو بل على العكس قامت بدعم الرئيس صدام حسين انذاك . ولكن هذا الموقف لم يثني دولة الكويت عن الاستمرار في دعم قضية العرب الاولى فبعد التحرير استمرت الكويت على موقفها الداعم لفلسطين في جميع المحافل الدولية ومنها عندما رأينا رئيس مجلس الامة الكويتي ” مرزوق الغانم ” يقف وقفة البطل في وجه اسرائيل في البرلمان الدولي ليؤكد على موقف الكويت واميرها امير الانسانية الشيخ ” صباح الاحمد ” الداعم لانسانية القضية، وآخرها تفعيل الكويت لدورها في مجلس الامن .
فمهما يكن من أمر يظل المسلم أخ للمسلم وحماية المقدسات والعزّل في القدس واجب على كل مسلم .