سوسن إبراهيم تكتب: الحُب في القرآن الكريم
يُقال عن الحب أنه شعور بالانجذاب والإعجاب نحو شخص ما؛ وقد يُنظر إليه على أنه كيمياء متبادلة بين اثنين. وقيل أنه مأخوذ من الحُباب وهو الذي يعلو الماء عند المطر الشديد. فكأن غليان القلب وثوراته عند الاهتياج إلى المحبوب شبه ذلك.
ولِقيمة الحُب الكبيرة في حياتنا وأثره العظيم في تشكيل شخصيتنا وتهذيبها بشكلٍ أو بأخر، قد وردت كلمة الحُب في (٧٦) آية من القرآن الكريم. مع اختلاف معنى الحب في السياق القصصي ومع الاحتفاظ بنفس المضمون والأهمية لهذه المشاعر الإنسانية.
ولكم بعض الأمثلة التي وردت فيها كلمة الحُب في القرآن الكريم؛
{وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}﴿١٩٥ البقرة﴾
{وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} ﴿٢٢٢ البقرة﴾
{بَلَىٰ مَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ وَاتَّقَىٰ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} ﴿٧٦ آل عمران﴾
هذه الآيات تُظهر بعض الفئات الذين يحبهم الله (المحسنين / المتطهرين / المتقين)؛ والتي يحثنا الله على أن نتصف بها لنكون ممن يحبهم ويرضا عنهم في الحياة الدنيا والآخرة.
{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} ﴿١٤﴾
أما هذه الآية الكريمة فقد جمعت كل ما يحبه بني آدم مع اختلاف البيئات والأفكار والصفات التي يتفرد بها أي إنسان، والتي يسعى إليها ويحرص على الحصول عليها.
{وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ ۖ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا ۖ إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }(30) يوسف
وهنا حب ولكن من نوع أخر؛ حب أخذ بالانتشار بشكل متزايد في الآونة الأخيرة مع الانفتاح والاختلاط. حُب الشباب وحب الشهوات. ومعنى قوله تعالى ” قد شغفها حبا ” أي وصل حب يوسف إلى شغاف قلبها (امرأة العزيز)؛ حتى غلب على قلبها.
وهذه بعض الأمثلة التي وردت فيها كلمة الحُب في القرآن الكريم. الحب نعمة بدونها لأصبحت الحياة بلا دافع ولا حافز لأصبحت الحياة بلا حياة ولا حيوية.
سوسن إبراهيم محمد
