م.وائل يوسف المطوع يكتب : قطار الخليج مصير أمة
في شهر اغسطس الماضي قرأت تصريحا لمعالي وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل وزيرة الشؤون الاقتصادية بأن دول مجلس التعاون الخليجي بالتنسيق مع الامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي اتفقت على خطة عمل وبرنامج زمني لاستكمال التصاميم الهندسية التفصيلية لمشروع قطار الخليج الا ان المستجدات والتحديات التي واكبت التنفيذ خلال السنوات الاخيرة قد أدت الى تأجيل تنفيذ المشروع حتى عام 2021.وكذلك طلب الامانة العامة للمجلس الاعلى للتخطيط والتنمية سحب مشروع المترو والسكك الحديدية من وزارة المواصلات وتطبيق نظام الشراكة مع القطاع الخاص وبرروا ذلك ان هذا النظام اثبت كفاءة في التنفيذ والمواصفات وتوفير المال وبالتالي تخفيف العبء عن ميزانية الدولة في ظل هبوط اسعار النفط وان المشاركة مع القطاع الخاص في مثل هذه المشاريع ستقوم الجهة المسؤولة عن المشروع بتقدير المخاطر طبقا لدراسات الجدوى الاقتصادية والمالية والفنية وتقييم اساليب التمويل كما سيعطي دفعة اكبر للقطاعات الاخرى مثل القطاع المصرفي فضلا عن ان هذه النوعية من المشروعات تحتاج لقدرات فنية عالية في التنفيذ والتشغيل قد لا تتوافر الا عند القطاع الخاص.ومع البشارة التي اطلقها سيدي صاحب السمو امير البلاد حفظه الله ورعاه في افتتاح مجلس الأمة انه آن الاوان للانتقال الى مرحلة جديدة من التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي ترتقي لمستوى التحديات وتجسد وحدة الهدف والمصير بين الاشقاء وتعزز التلاحم لتحقيق التنمية الشاملة لشعوب هذه الدول، وجاءت بعدها الاخبار السارة من منظومة مجلس التعاون انه قد تم ربط شبكات الحكومة الالكترونية وبالاتحاد الجمركي وتمكن اي مواطن خليجي من مراجعة اي مستوصف او مستشفى حكومي في الدول الست وتملك العقار لاغراض السكن ومزاولة الانشطة الاقتصادية والاستثمارية والتجارية والخدمية والحرفية وبفتح فروع للشركات ومعاملة الشركات كشركات وطنية والالتحاق باي مدرسة حكومية للابناء، الا ان كل ذلك يبقى منقوصا في ظل غياب السكك الحديدية.سكة حديد الخليج ستبدأ من الكويت وتنتهي في مسقط مرورا بجميع العواصم الخليجية وهي بذلك تربط الخليج برمته لذلك هي مصير أمة.والسؤال هنا لماذا بادر قادة دول مجلس التعاون الخليجي حفظهم الله بهذه الفكرة وما مدى اهميتها وما الفائدة المرجوة منها؟ان قطار الخليج هو قرار استراتيجي يأتي من وجهة نظري المتواضعة الاهم في الوقت الحالي ويجب تسخير جميع الامكانات وتذليل جميع الصعوبات للانتهاء منه باسرع وقت، نعم تمكنت دولنا من تأمين حركة النقل بين البر والبحر الا ان الزمن يتغير وبسرعة، فالحاجة ملحة الى ادخال وسائل مستدامة للنقل «البضائع – الركاب» ومع القلق المتزايد من التضييق على مضيق هرمز وهو الممر المائي الذي تستخدمه دول مجلس التعاون الخليجي لنقل النفط الخام ولكن من الممكن ايضا ان تكون السكك الحديدية ذات فائدة حقيقية في هذا الامر.ويمثل مشروع قطار الخليج آمال وتطلعات كبيرة في الانتعاش الاقتصادي حيث سيقوم القطاع الخاص بدور محوري حيث قدرت حجم الاستثمارات بحوالي 250 مليار دولار خلال العشر سنوات المقبلة.ورفع التبادل التجاري بين دول الخليج وتوفير فرص عمل مباشرة لابناء دول مجلس التعاون الخليجي كما ان هناك توقعات ان المشروع سيضيف الى ايرادات الخليج ما يقدر بـ 400 مليون دولار نتيجة نقل البضائع المستوردة والمصدرة عبر القطار.كما ان المشروع سيعزز العلاقات بين مواطني دول مجلس التعاون الخليجي ومع تزايد السكان تواجه دول الخليج حاجة متزايدة لنقل البضائع داخل حدودها ومع الدول الشقيقة الاخرى ولذلك تزداد الحاجة الى وجود شبكة واسعة للسكك الحديدية في اطار سلسلة التصنيع والخدمات اللوجستية.كما سيفتح المشروع باب التنافس على مصراعيه لتقديم الخدمات السياحية والفندقية وبالتالي تقديم خدمات افضل لابناء الخليج وخلق فرص مشاريع صغيرة لابناء الخليج تسهم في تعزيز الاقتصاد الخليجي كما تمتاز السكك الحديدية ايضا بحماية البيئة حيث تعتبر وسيلة الشحن البري الاكثر كفاءة في استهلاك الوقود وهي تستخدم طاقة اقل بحوالي 60 -80 في المئة في كل كيلومتر وتسبب انبعاثات كربونية اقل بنسبة 80 في المئة من وسائل النقل البري ما يسهم في الحد من التلوث واخطار حوادث الطرق وعلى الرغم من ان دول مجلس التعاون الخليجي تأخرت عن دول العالم فيما يتعلق بتطوير شبكة السكك الحديدية ولكنها مع استكمال هذا المشروع ستكون بين دول العالم الاكثر حداثة وفعالية.رسالتي اليوم هي لحكومتنا الرشيدة ولمجلس الأمة الموقر في اعطاء هذا الموضوع اهمية قصوى واهتمام بالغ لما فيه مصلحة ابناء الخليج كافة فقد طال الانتظار والتحديات الاقليمية كبيرة امنيا واقتصاديا لذلك يجب اعطاء هذا المشروع اهميته لتحقيق التنمية المنشودة لخليجنا الواحد.
