كتاب أكاديميا

يوسف عوض العازمي يكتب: ‎إدارة النفس وتداعياتها ..

” إن النفس المصممة بالرغم من كل شيء ، تستطيع أن تدبر أمورها دائماً  “(  ألبير كامو  )إدارة النفس ، و تداعياتها مع الظروف ، و تأقلمها مع اي مشكلة ومواجهتها ، هي إحدى أصعب انواع الإدارات ، وفيها من جهاد النفس ، وقيل في النفس مالم يقله مالكا” في الخمر ، والنفس أمارة بالسوء بأحيان كثيرة ،ولايكبح جماحها إلا قوي العزيمة ، النفس مجتمع كبير يقع داخل جسم شخص واحد ، كيف تدير هذا المجتمع ، كيف تتعامل مع متطلباته ، آماله ، طموحاته ، نزواته ، شهواته ، ملذاته ، خوفه ، عصيانه ، إستقامته ، إتجاهاته ، إن النفس كائن هو عبارة عن مجتمع متكامل داخل نفس واحده ، أو كما اسماها الشاعر خالد الفيصل في إحدى قصائده بأنه : مجموعة إنسان !هناك نماذج عديدة من الناس ، أنجزت و لم تنجز ، نجحت  وأخفقت ، هذا حال الإنسان في مسافاته الزمنية ، و تجاربه الدنيوية ، وهناك من يتعلم ويفقه الدروس ويستفيد ، وهناك ممن تعتبر المبالاه عنوانا” لمسيرته في الحياة !الإخفاق وارد ، والتأخر والتقدم من طبيعة الأشياء ، لنأخذ جانبا” لأحد الإخفاقات ، والحل في التعامل مع هذا الإخفاق ، فمثلا” فلانا” من الناس أخفق في عمل تجاري معين ، وضع فيه خلاصة خبرته الحياتية ، و ذهبت  ” تحويشة العمر ” هباءا” منثورا” ، وياليت الوضع وقف عند ذلك الحد ، بل وتكبد خسائر فوق ذلك ( قد تكون قروض لنفس النشاط أو فوائدها ، أو أعمال إدارية متأخره كإيجارات و رواتب ) ، هنا يكون أمام خيارين أما الأستسلام السلبي ومحاولة الهروب من الحقيقة ، ومايتبع ذلك من آثار ، أو مواجهة الواقع بشجاعة ، لوضع النقط فوق الحروف ..أول بداية الحل هو الإعتراف بوجود المشكلة ، ومن ثم إيقاف الآثار المستمره لها ، و لاحظ إننا لم نبدأ بالحل بعد ، ذلك لأن أول خطوات الحل هو تمهيد الأرضية المناسبة للحل ، مثلا” لو حصلت على ارض لبناء منزل جديد ، ماهو العمل الأول الذي ستقوم به ؟  ، هل هي مخططات البيت و أجزاءه من غرف و خلافه ، أم تنظيف أرضية الأرض ، و إزالة المخلفات إن وجدت و جعلها صالحة للحفر ومن ثم البناء ، وبالطبع الخيار الأخير هو الصحيح ، و هو مايماثل الحل في أي مشكلة حياتية قد تمر بها ، إذ تبدأ الأمور بإزالة المشكلة أولا” ، ومن ثم البدء في وضع الحلول المقترحه وفق أي منظور ينظر إليه ..من أكثر المشاكل التي لم تحل هو البدء في الحل مباشرة دون التمعن في وقف المشكلة أولا” ، لأنه مادام المشكلة موجوده ، فأي حل سيكون وقتيا” أي مؤقتا” ، وستعود المشكلة بشكل أو بأخر ، و في هذا الأمر إن كانت المشكلة شخصية ( أي تخص شخصا” ما لوحده ) بلاشك ستعود  المشكلة ، أما إن كانت المشكلة عامة ( اقصد مشكلة مؤسسية داخل إدارة خاصة أو حكومية )  فأننا قد نكون أمام حالة فساد إداري ظاهرة ، و أظن القصد مفهوم ، لأن هناك من ضعاف النفوس من الإداريين ( أيا” كانت رتبهم و درجاتهم الإدارية ) من يقتات على المشكلة ، وقد يجني من وراءها مكاسب غير مشروعة ، إدارية و غير إدارية ، و قد يجني من وراء استمرار المشكلة أموالا” بشكل غير قانوني ..في أي مشكلة تواجهك تأكد بأن الحل الأول والسريع هو وقف تداعيات المشكلة ، وضع مسكن لها ، ومن ثم البدء في معالجة و إزالة لب المشكلة و أصلها ، وبعدها سيكون البحث عن حل اسهل بكثير ( بكثير من الحالات وليس كل الحالات ) . و تأكد بأنك مادمت حيا” فلا يوجد احد بلا مشكلة او هم  ، ومشكلة تختلف عن مشكلة ، مابين شخصية ومابين عامة ، لكن العبره في من يقف امام المشكلة ويواجهها ، و قرأت مره : أن أفضل طريقة لمواجهة الصعاب هو إختراقها ..يوسف عوض العازمي ..@alzmi1969


займ на карту быстро

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock